قال ربك (لِلْمَلائِكَةِ) الذين كانوا فى الأرض (إِنِّي جاعِلٌ) خالق أخلقه (فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) بدلا منكم (١)(قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها) أتخلق فيها (مَنْ يُفْسِدُ فِيها) بالمعاصى (وَيَسْفِكُ الدِّماءَ) بالظلم (وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ) نصلى لك بأمرك (وَنُقَدِّسُ لَكَ) نذكرك بالطهارة (قالَ إِنِّي أَعْلَمُ) خبر ما يكون من ذلك الخليفة (ما لا تَعْلَمُونَ (٢٠)).
(وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٣١) قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلاَّ ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (٣٢) قالَ يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (٣٣) وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبى وَاسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ (٣٤) وَقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ (٣٥) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ (٣٦) فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (٣٧) قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٣٨) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٣٩))
(وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها) أسماء الذرية ، ويقال : أسماء الدواب وغير ذلك حتى القصعة والقصيعة والسكرجة ، (ثُمَّ عَرَضَهُمْ) على مذهب الشخوص ، (عَلَى الْمَلائِكَةِ) الذين أمروا بالسجود (فَقالَ أَنْبِئُونِي) أخبرونى (بِأَسْماءِ هؤُلاءِ) الخلق والذرية (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٣١)) فى مقالتكم الأولى. (قالُوا سُبْحانَكَ) تبنا إليك من ذلك (لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا) ألهمتنا ، (إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (٣٢)) بأمرنا وأمرهم (قالَ يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ) أخبرهم (بِأَسْمائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ) أخبرهم (بِأَسْمائِهِمْ قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ ما تُبْدُونَ) ما تظهرون لرئيسكم من الطاعة لآدم (وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (٣٣)) منه ، ويقال : ما أبدى لهم إبليس وما كنتم منهم (وَإِذْ قُلْنا)(٢) وقد قلنا ، (لِلْمَلائِكَةِ
__________________
(١) انظر : الطبرى (١ / ١٦١) ، ومختصره للتجيبى (ص ٤١).
(٢) قال السجستانى : إبليس إفعيل من أبلس من رحمة الله ، أى ينس ، ويقال : هو اسم أعجمى ، فلذلك لا ينصرف. غريب القرآن (ص ١٢٦).