والقرآن (صُمٌ) بالقلوب ، ويقال : يتصامون عن الخلق (وَبُكْمٌ) يتباكمون عن الحق والهدى (فِي الظُّلُماتِ) أى هم على الكفر (مَنْ يَشَأِ اللهُ يُضْلِلْهُ) يمته على الكفر (وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ) يمته (عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٣٩)) على طريق قائم يرضاه ، ويقال : من يشإ الله يضلله يتركه مخذولا ، ومن يشأ يجعله يهده ويوفقه ويثبته على صراط مستقيم أى دين قائم ، وهو الإسلام (قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ) ما تقولون يا أهل مكة (إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ) يوم بدر ، أو يوم أحد ، أو يوم الأحزاب (أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ) أو يأتيكم العذاب يوم القيامة (أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ) بكشف العذاب (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٤٠)) أجيبوا إن كنتم صادقين أن الأصنام شركاؤه.
(بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شاءَ وَتَنْسَوْنَ ما تُشْرِكُونَ (٤١) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْناهُمْ بِالْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (٤٢) فَلَوْ لا إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا تَضَرَّعُوا وَلكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (٤٣) فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ (٤٤) فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٤٥) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصارَكُمْ وَخَتَمَ عَلى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (٤٦) قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (٤٧) وَما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٤٨) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا يَمَسُّهُمُ الْعَذابُ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (٤٩) قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ ما يُوحى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ (٥٠))
(بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ) أى تفردون بالدعوة (فَيَكْشِفُ) أى فيرفع العذاب (ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ) أى الذى تدعون إليه (إِنْ شاءَ وَتَنْسَوْنَ) أى تتركون (ما تُشْرِكُونَ (٤١)) به من الأصنام فلا تدعونهم (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ) كما أرسلناك إلى قومك (فَأَخَذْناهُمْ بِالْبَأْساءِ) بالخوف بعضهم من بعض والبلايا والشدائد إذ لم يؤمنوا (وَالضَّرَّاءِ) الأمراض والأوجاع والجوع (لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (٤٢)) لكى يدعوا ويؤمنوا فأكشف عنهم العذاب (فَلَوْ لا) فهلا (إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا) عذابنا (تَضَرَّعُوا) آمنوا (وَلكِنْ قَسَتْ) جفت ويبست (قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (٤٣)) فى كفرهم أن حال الدنيا هكذا تكون شدة ، ثم نعمة