أب وابن وروح قدس (١)(وَما مِنْ إِلهٍ) لأهل السموات والأرض (إِلَّا إِلهٌ واحِدٌ) لا ولد له ولا شريك له (وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ) أى وإن لم يتوبوا من مقالتهم يعنى اليهود والنصارى (لَيَمَسَّنَ) ليصيبن (الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٧٣)) وجيع يخلص وجعه إلى قلوبهم (أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللهِ) من مقالتهم (وَيَسْتَغْفِرُونَهُ) يوحدونه (وَاللهُ غَفُورٌ) لمن تاب وآمن (رَحِيمٌ (٧٤)) لمن مات على التوبة.
(مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ) مرسل (قَدْ خَلَتْ) قد مضت (مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ) شبه نبى (كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ) كانا عبدين يأكلان الطعام (انْظُرْ) يا محمد (كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآياتِ) العلامات بأن عيسى ومريم لم يكونا بإلهين (ثُمَّ انْظُرْ) يا محمد (أَنَّى يُؤْفَكُونَ (٧٥)) كيف يعرفون بالكذب (قُلْ) لهم يا محمد (أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) الأصنام (ما لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا) ما لا يقدر لكم على دفع الضرر فى الدنيا ولا فى الآخرة (وَلا نَفْعاً) ولا جر النفع فى الدنيا والآخرة (وَاللهُ هُوَ السَّمِيعُ) لمقالتكم فى عيسى وأمه (الْعَلِيمُ (٧٦)) بعقوبتكم (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ) يعنى أهل نجران (لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ) وهم الرؤساء السيد والعقاب ، أو لا تشددوا فى دينكم (غَيْرَ الْحَقِ) فإنه ليس الحق (وَلا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ) دين قوم ومقالة قوم (قَدْ ضَلُّوا) عن الهدى (مِنْ قَبْلُ) من قبلكم وهم الرؤساء السيد والعاقب (وَأَضَلُّوا كَثِيراً) عن الحق والهدى (وَضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ (٧٧)) عن قصد طريق الهدى.
(لُعِنَ) مسخ (الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى لِسانِ داوُدَ) بدعاء داود صاروا قردة (وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ) أى بدعاء عيسى ابن مريم صاروا خنازير (ذلِكَ) اللعنة (بِما عَصَوْا) فى السبت وأكل المائدة (وَكانُوا يَعْتَدُونَ (٧٨)) بقتل الأنبياء واستحلال المعاصى (كانُوا لا يَتَناهَوْنَ) لا يتوبون (عَنْ مُنكَرٍ) عن قبيح (فَعَلُوهُ لَبِئْسَ ما كانُوا يَفْعَلُونَ (٧٩)) أى ما كانوا يفعلون من المعصية والاعتداء (تَرى كَثِيراً مِنْهُمْ) من المنافقين (يَتَوَلَّوْنَ) فى العون والنصرة (الَّذِينَ كَفَرُوا) كعبا وأصحابه (لَبِئْسَ ما قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ) فى اليهودية والنفاق (أَنْ سَخِطَ) بأن سخط (اللهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذابِ هُمْ خالِدُونَ (٨٠)) لا يموتون ولا يخرجون.
__________________
(١) انظر فى سبب نزول الآية : لباب النقول للسيوطى (٩٦) ، والدر المنثور للسيوطى (٢ / ٣٠٢).