وإلى من قبلك (١) جرير بن عبد الله ، وهو من أهل الإيمان والهجرة. فبايع ولا قوة إلا بالله ».
فلما قرأ الكتاب قام جرير فقال :
الحمد لله المحمود بالعوائد (٢) ، المأمول منه الزوائد ، المرتجى منه الثواب المستعان على النوائب. أحمده وأستعينه في الأمور التي تخير دونها الألباب ، وتضمحل عندها الأسباب (٣). وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، كل شئ هالك إلا وجهه ، له الحكم وإليه ترجعون. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أرسله بعد الفترة ، وبعد الرسل الماضية (٤) والقرون الخالية (٥) ، والأبدان البالية ، والجبلة الطاغية ، فبلغ الرسالة ، ونصح الأمة ، وأدى الحق الذي استودعه الله وأمره بأدائه إلى أمته. صلى الله عليه وسلم من مبتعث ومنتجب (٦).
ثم قال : أيها الناس ، إن أمر عثمان قد أعيا من شهده ، فما ظنكم بمن غاب عنه. وإن الناس بايعوا عليا غير واتر ولا موتور ، وكان طلحة والزبير ممن بايعه ثم نكثا بيعته على غير حدث. ألا وإن هذا الدين لا يحتمل الفتن
__________________
(١) كلمة : « وإلى من قبلك » ساقطة من ح.
(٢) العوائد : جمع عائدة ، وهي المعروف ، والصلة ، والفضل.
(٣) الأسباب : جمع سبب ، وهو كل ما يتوصل به إلى غيره. وفي الأصل : « الأرباب » ولا وجه له. وهذه الجملة ساقطة من ح.
(٤) ح : « بعد فترة من الرسل الماضية ».
(٥) الكلام بعد هذه الكلمة إلى : « الطاغية » ليس في ح.
(٦) منتجب ، بالجيم : مختار. وانظر ما سبق فى ص ١٠. ح : « من رسول ومبتعث ومنتخب ».