بن بديل. والناس على راياتهم ومراكزهم ، وعلي في القلب في أهل المدينة وأهل الكوفة وأهل البصرة ، وعظم من معه من [ أهل (١) ] المدينة الأنصار ، ومعه من خزاعة عدد حسن ، ومن كنانة وغيرهم من أهل المدينة.
وكان علي رجلا دحداحا (٢) ، أدعج العينين ، كأن وجهه القمر ليلة البدر حسنا ، ضخم البطن ، عريض المسربة (٣) ، شثن الكفين ، ضخم الكسور (٤) ، كأن عنقه إبريق فضة ، أصلع ليس في رأسه شعر إلا خفاف من خلفه (٥) ؛ لمنكبيه مشاش كمشاش السبع الضاري (٦) ، إذا مشى تكفأ به ومار به جسده (٧) ؛ له سنام كسنام الثور (٨) ، لا تبين عضده من ساعده (٩) ، قد أدمجت إدماجا ، لم يمسك بذراع رجل قط إلا أمسك بنفسه فلم يستطع أن يتنفس. وهو إلى السمرة ، أذلف الأنف (١٠) ، إذا مشى إلى الحرب هرول ، وقد أيده الله بالعز والنصر.
ثم زحف علي بالناس إليهم ، ورفع معاوية قبة له عظيمة قد ألقى عليها
__________________
(١) هذه التكملة من الطبري.
(٢) الدحداح : القصير السمين. وفي ح : « ربعة ».
(٣) المسربة : الشعر وسط الصدر إلى البطن.
(٤) شثن : غليظ. والكسور : الأعضاء.
(٥) الخفاف ، بالضم : الخفيف ، وبالكسر : جمع خفيف.
(٦) المشاش ، بالضم : رءوس العظام ، مثل المنكبين والمرفقين والركبتين.
(٧) تكفأ جسده : تمايل. والمور : التحرك والمجئ والذهاب ، كما تتكفأ النخلة العيدانة.
(٨) في الأصل : « البعير » والوجه ما أثبت من ح ( ١ : ٤٨ ). وسنام كل شيء : أعلاه.
(٩) العضد : ما بين المرفق إلى الكتف ، يذكر ويؤنث. والساعد : الذراع.
(١٠) الذلف : قصر الأنف وصغره.