العقيلي (١) ـ وكانت أمهما هند امرأة من بني زبيد ـ فلما التقيا تساءلا (٢) وتواقفا ، ثم انصرف كل واحد منها عن صاحبه ، ورجع الناس يومهم ذاك.
نصر : أبو عبد الرحمن المسعودي ، حدثني يونس بن الأرقم بن عوف ، عن شيخ من بكر بن وائل قال :
كنا مع علي بصفين ، فرفع عمرو بن العاص شقة خميصة سوداء في رأس رمح ، فقال ناس : هذا لواء عقده له رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلم يزالوا كذلك حتى بلغ عليا ، فقال : هل تدرون ما أمر هذا اللواء؟ إن عدو الله عمرو بن العاص أخرج له رسول الله هذه الشقة فقال : « من يأخذها بما فيها؟ » ، فقال عمرو : وما فيها يا رسول الله؟ قال : « فيها أن لا تقاتل به مسلما ، ولا تقربه من كافر (٣) » فأخذها ، فقد والله قربه من المشركين ، وقاتل به اليوم المسلمين (٤) : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أسلموا ولكن استسلموا ، وأسروا الكفر ، فلما وجدوا أعوانا رجعوا إلى عدواتهم منا (٥) ، إلا أنهم لم يدعوا الصلاة.
نصر : أخبرني عبد العزيز بن سياه ؛ عن حبيب بن أبي ثابت قال : لما كان قتال صفين قال رجل لعمار : يا أبا اليقظان : ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم : « قاتلوا الناس حتى يسلموا ، فإذا أسلموا عصموا منى دماءهم وأموالهم »؟ قال : بلى ولكن والله ما أسلموا ولكن استسلموا ، وأسروا الكفر حتى وجدوا عليه أعوانا (٦).
__________________
(١) الطبري : « يقال له عمرو بن معاوية بن المنتفق بن عامر بن عقيل ».
(٢) ليست في ح. وفي الطبري : « تعارفا » وفي الأصل : « تسايلا »
(٣) الضمير للواء. وفي ح : « بها » في الموضعين ، أي الشقة.
(٤) ح : « قربها » و « قاتل بها ».
(٥) ح : « فلما وجدوا عليه أعوانا أظهروه ». ولم يرو سائر هذه الفقرة.
(٦) في الأصل : « أهوانا » صوابه في ح.