وضربا لهاماتهم بالسيوف |
|
وطعنا لهم بالقنا والاسل |
عرانين من مذحج وسطها |
|
يخوضون أغمارها بالهبل (١) |
ووائل تسعر نيرانها |
|
ينادونهم أمرنا قد كمل |
أبو حسن صوت خيشومها |
|
بأسيافه كل حام بطل (٢) |
على الحق فينا له منهج |
|
علي واضح القصد لا بالميل |
قال : وبرز يومئذ عوف من أصحاب معاوية وهو يقول :
إني أنا عوف أخو الحروب |
|
عند هياج الحرب والكروب |
صاحب لا الوقاف والهيوب (٣) |
|
عند اشتعال الحرب باللهيب |
ولست بالناجي من الخطوب |
|
ومن رديني مارن الكعوب |
إذ جئت تبغي نصرة الكذوب |
|
ولست بالعف ولا النجيب |
فبرز إليه علقمة بن عمرو ، من أصحاب علي ، وهو يقول :
يا عجبا للعجب العجيب |
|
قد كنت يا عوف أخا الحروب |
وليس فيها لك من نصيب |
|
إنك ، فاعلم ، ظاهر العيوب |
في طاعة كطاعة الصليب |
|
في يوم بدر عصبة القليب (٤) |
فدونك الطعنة في المنخوب (٥) |
|
قلبك ذو كفر من القلوب |
فطعنه علقمة فقتله ، فقال علقمه في ذلك :
__________________
(١) الهبل : الثكل ، هبلته أمه ثكلته.
(٢) في الأصل : « أبا حسن ».
(٣) أي أنا صاحب من ليس بوقاف ولا هيوب. والوقوف : المحجم عن القتال. والهيوب : الجبان. وفي الأصل : « صاحبها الوقاف لا الهيوب » محرف.
(٤) القليب : قليب بدر.
(٥) المنخوب : الجبان ، أراد به قلبه. وفي الأصل : « النخوب » ولا وجه له.