قوله تعالى : (كُلَّ واحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً).
ابن عرفة : اختلف إذ قال لكل واحدة منهن حديهما أو يعطي لكلهم درهما واحدا يقسمونه بخلاف قولهم درهما درهما ، هلا قال لكل واحدة منهن سكينا بأنه فعلهم من قولهم وكل واحدة أخذت سكينا لأن قوله تعالى : (فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ) ، وهو أبلغ في حق يوسف لأنه بنفس خروجه أكبرنه ولا يعدل عن ذلك إلا لنكتة [.....] والجواب أنه قد يخرج وتذهل أحداهن عن رؤيته وإنما يقع الإكبار بالرؤية أو يقع بنفس الرؤية ، وإن لم يستوف الخروج عليهن فقد رأوه وهو في الغمامات أو من طاق أو من خلف حائل ، وإن لم يخرج.
قوله تعالى : (ما هذا بَشَراً).
قال الأصوليون في الفرق بين الحقيقة والمجاز وهو ما صح بجهة وهو زيد أسد يقول زيد ليس بأسد ولا يقول ليس زيد رجل ، وقول يوسف بشر [...] وقال وأجيب الوجوه الأول قال عادتهم يقولون هو على حذف الصفة أي ما هذا بشر معمول الثاني أن هذا النفي مجاز ورده ابن عرفة : بأنه يلزم عليه الدور لأنه لم يكن مجازا إلا يكون إبانة حقيقة لكن الحقيقة لا يعلمها إلا بعد معرفة كون نفيها مجازا الثالث أن النفي حقيقة لأنه في محل الدهش والغفلة والذهول لما جرت لهن من رؤيته.
قوله تعالى : (أَكْبَرْنَهُ).
ابن عطية عن الجمهور أي أعظمنه فاستهولن كماله ، وقال عبد الصمد بن علي الإمام عن أبيه عن جده : أي حضن له ، ابن عرفة : وهذا لا يتم إلا بزيادة هاء السكت كما قال الزمخشري لأن حاض لا يعدى ، وأنشد الزمخشري شاهدا عليه بيت المتنبي ، وهو :
........
خف الله واستر ذا الجمال ببرقع |
|
فإن لحت في الحذور العواتق |
وأنشد ابن عطية :
تأتي النساء على إطهارهن ولا |
|
تأتي النساء إذا أكبرن إكبارا |
ثم قال وهذا البيت مصنوع وليس عبد الصمد من ذوات العلم قلت قال عبد الصمد لابن عباس ونسب البيت لأبي ذؤيب