(فَصَبْرٌ جَمِيلٌ).
لما ذكر ابن
عصفور ما يلزم فيه حذف المبتدأ وما يلزم فيه حذف الخبر ، قال : وقسم يجوز فيه
الأمران ، وهو ما عدا ذلك ، ومثله هذه الآية.
وقال ابن هشام
في شرح" الإيضاح" ، وابن مالك : لا خلاف أن المصدر المنصوب على إضمار
الفعل المتروك إظهاره ، إذا ارتفع على الابتداء ، يجب حذف خبره ، وإذا ارتفع على
الخبر يجب حذف مبتدئه كقوله :
شكى إلي جملي
طول السّرى
|
|
صبرا جميلا
فكلنا مبتلى
|
على رواية من
رواه صبر جميل بالرفع ، وهذا خلاف ورجح بعضهم الأول ؛ لأنه على الثاني يكون مجرد
دعوى ، وكان الشيخ ابن عبد السّلام يرجح الأول أيضا ؛ لأن الثاني يخالف قوله بعد
هذا (يا أَسَفى عَلى
يُوسُفَ)
، فليس صبره صبرا
جميلا.
(وَاللهُ
الْمُسْتَعانُ).
على سبب وصفكم
وهو الصبر.
(بِضاعَةً).
الزمخشري : نصب
على الحالة ، أي أخفوه متاعا للتجارة.
الطيبي : كذا
عن أبي البقاء ، قال صاحب" الفرائد" : ويمكن أن يضمن (وَأَسَرُّوهُ) معنى جعلوه ، أي جعلوه ميسرين ، فهو مفعول ثان.
قال ابن الحاجب
: يحتمل أن يكون مفعولا من أجله ، أي كتموه لأجل تحصيل المال فيه ، لأنه كان على
حال تقتضي التجارة ، وكتمانه خوفا من أن تمتد الأطماع من غيرهم ، ولا يجوز أن يكون
تمييز الماوردي إليه من أن الإسرار كان للبضاعة لا له ، وهو خلاف المعنى ، وليس هو
من باب عشرين درهما ، ولا من باب حسن زيد وجها الراغب البضاعة قطعة وافرة من المال
؛ يعني للتجارة ، يقال : بضع بضاعة وابتضعها ، والبضع بالكسر المقتطع من العشرة.
(وَكانُوا فِيهِ مِنَ
الزَّاهِدِينَ).
الطيبي : قال
صاحب" الفرائد" : يمكن أن نقول تقديره ، وكانوا من الزاهدين فيه ، (مِنَ الزَّاهِدِينَ)
، من قبيل
الإضمار على شريطة التفسير ، وقلت : الظاهر أنه ليس منه ؛ لأنه ليس بمشتغل عنه بل
لضمير ، وإن الأصل كانوا من الزاهدين فيه على أن فيه ليس صلته ؛ بل متعلق بجملة
محذوفة على السؤال ، كقوله تعالى (هَيْتَ