ابن عرفة : وثمرة الخلاف لو أوضح رجل موضحة ذهب بها عقله فعلى القول أن محلها الدماغ تكون فيه دية موضحة خاصة ، وعلى القول بأن محله القلب يكون عليه ديتان ؛ لأن مالكا قال : في العقل الدية.
قوله تعالى : (وَجاءَكَ فِي هذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ).
ابن عرفة : الذكرى سبب في الموعظة إذ لا يتعظ الإنسان حتى يتذكر ، والأصل تقديم السبب ، فالجواب : أن الوعظ للنبي صلىاللهعليهوسلم ، والذكرى للمؤمنين فاختلف بالمتعلق.
قوله تعالى : (وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ).
إن قلت كيف يخاطب من لا يؤمن في المستقبل وهو لا يعلم ذاته ؛ لأن قلنا : يخاطبه باعتبار وصفه ، فيقول لهم : من يكثر منكم فليعمل على مكانته من النار ، وقدم العمل إذ هو سبب في الانتظار ؛ لأنه يعمل وينتظر عاقبة أمره في عمله من خير أو شر.
قوله تعالى : (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ).
أمر فيها ردا على المنجمين ؛ لأن الغيب هو ما لم ينصب عليه دليل وهم يسندون فيها أحكامهم إلى الدليل ، وقال ابن رشد في المقدمات : إن معرفة الكسوفات لا يستثنى منها ، وكذلك معرفة الأهلة وليست من الغيب في شيء ، يؤخذ من الآية أن الولي لا يطلع على الغيب ، وما يخبر به إنما هو ظن كما أخبر أويس القرني ابن عمران ، أو كان نقلا عن مالك كما يخبر كثير ممن رأى الخضر ، ونقل الزمخشري هنا حديثا في فضل سورة هود ، ابن عرفة : وقال الجوزي في الموضوعات : إن هذه الأحاديث التي في فضائل السور موضوعة والصحيح منها ما نقل في البخاري ومسلم ، وكذا قال ابن الصلاح في علوم الحديث ، وقال صاحب المنير والتونسي : أنها منتهية إلى رجل سماه [...] نفسه أنه وصفها ، وكذا قال الحاكم.