إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير ابن عرفة [ ج ٢ ]

تفسير ابن عرفة [ ج ٢ ]

368/453
*

قوله تعالى : (أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللهِ).

قلت : ..... (١) على تفضيلهم رهطه عليه وهو بعيد ..... (٢) العزة مطلقا ، كقولهم (وَإِنَّا لَنَراكَ فِينا ضَعِيفاً) فهلا وبخهم على سلبهم عنه مطلق ...... (٣) لا على سلب الأفضلية في العزة مطلقا.

قوله تعالى : (ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْقُرى).

أي من أنباء أهل القرى ، قيل : إنه من حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه ، والبناء أخص من الجر ، والجر الذي فيه غرابة ، فقال المشاهد : هي القرى لأن أهلها دبروا وانعدموا.

قوله تعالى : (مِنْها قائِمٌ وَحَصِيدٌ).

قال أبو البقاء : ومنها حصيد ، قال ابن عرفة : لم احتاج إلى تقدير ومنها ؛ فجعله من عطف الجمل ، وهلا عطفه على قائم لكون المعنى أن منها قائم وحصيد فيبقى البعض الآخر غير مخبر عنه بشيء ، قوله تعالى : (مِنْ أَنْباءِ الْقُرى) ولم يقل : من أنباء أهل القرى ؛ لانعدامهم والشاهد إنما هي محالهم.

قوله تعالى : (فَما أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ).

يؤخذ منه أنه ينبغي للإنسان أن يستحضر في جميع أحواله وحي الله.

قوله (وَما زادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ) من تأكيد الذم بما يشبه المدح ، قيل :

هو الكلب إلا أن فيه ملالة

وسوء مراعاة وما ذاك في الكلب

قوله تعالى : (وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ).

شبه إهلاكه كل القرى الظالمة بإهلاكه هذه القرى ، فهو شبيه الكلي بالجزئي لا يشبه الشيء نفسه.

قوله (زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ) الزمخشري : الزفير إخراج النفس ، والشهيق رده ، قال الشاعر يصف حمارا :

بعيدا مدى التطريب أوّل صوته

زفير ويتلوه شهيق محشرج

__________________

(١) بياض في المخطوطة.

(٢) سقط في المخطوطة.

(٣) بياض في المخطوطة.