والخير الذي أنا أبتغيه |
|
الشر الذي هو يبتغيني |
أي أريد الخير أو الشر.
قال الطيبي ، وقال ابن الحاجب : في الأمالي قيل : معنى الآية الإيمان نافع وإن لم يكن معه عمل صالح ، ومعنى الآية لا تنفع نفسا إيمانها ولا كسبها وهو العمل الصالح ، (لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ) الآية.
قال ابن القصار : هذا ما يقتضي أن قوله : (أَوْ كَسَبَتْ) معطوف على إيمانها فهو فاعل مثله وهذا مذهب كوفي.
ذهبت طائفة من الكوفيين منهم : هشام ، ومحمد بن يحيى إلى أن الجملة تكون فاعلا ، فأجازوا يعجبني بقوم زيد ويسرني يا عمرو ، وظهر لي أقام زيد أم عمرو ، واحتجوا بقوله تعالى : (ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ) [سورة يوسف : ٣٥].
قال الشاعر :
وما راعني إلا سرار نعاته
ومنع من ذلك البصريون ، وتأولوا الآية إذا الفاعل بدا مضمر تقديره : بدا لهم بدا ، وليسجننه تفسيرا لذلك البداء المضمر وما قوله : وما راعني الأيسر بشرطه ، فالتقدير عندهم الأيسر بشرطه فإن [٣٣ / ١٦٠] مع الفعل بتأويل المصدر فاعل راع ، ابن عرفة : ثم حذفت أن فارتفع الفعل والدليل على حذف أن المصدرية وقعا مع الفعل قول الشاعر :
ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغا |
|
وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي |
التقدير : إن أحضر بدليل عطف المنصوب عليه ويمكن تأويل الآية على هذا التقدير : لا ينفع نفسا وإن اكتسبت في إيمانها خيرا فحذف إن ، كما حذف في قوله : أحضر الوغا ، ولا تحذف من الماضي كما حذفت في المستقبل حسبما أنشد عليه ابن عصفور في شرح الإيضاح :
قالت أمامة لما جئت زائرها |
|
هلّا رميت ببعض الأسهم السود |
لا درّ درّك إني قد رميتهم |
|
لو لا حددت ولا عذر لمحدود |
قال ابن عصفور : لو لا جددت فحذف إن والمعنى يدل عليها أي لو لا مدى أنشده في لو لا أنها لا تقع بعدها عند البصريين إلا المبتدأ ، انتهى.