فجئناك لتأمرنا على هذه الصدقات ، فنؤدي إليك ما يؤدي العمال ، ونصيب منها ما يصيبون ، فسكت طويلا حتى أردنا [أن نكلمه](١) ثانيا ، حتى جعلت زينب تلمح إلينا من وراء الحجاب ألا تكلماه ، ثم قال : «ألا إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد ، إنما هي أوساخ الناس [ادعوا إليّ محمية](٢)» ـ وكان على الخمس ـ ونوفل بن الحارث (٣) بن [عبد](٤) المطلب ، فجاءاه ، فقال لمحمية (٥) : «أنكح هذا الغلام ابنتك : للفضل» فأنكحه ، وقال
__________________
ـ ينظر : الصحاح (١ / ٤١٣) ، لسان العرب (٢ / ٦٢٥) ، المصباح المنير (٢ / ٩٦٥) ، القاموس المحيط (١ / ٢٦٣) (نكح) ، معجم مقاييس اللغة (٥ / ٤٧٥) ، المطلع (٣١٨) ، تبيين الحقائق (٢ / ٩٤) ، بدائع الصنائع (٣ / ١٣٢٤) ، مغني المحتاج (٣ / ١٢٣) ، منح الجليل (٢ / ٣) ، الفواكه الدواني (٢ / ٢١) ، والكافي (٢ / ٥١٩) ، الإنصاف (٨ / ٤) ، والمغني (٧ / ٣).
(١) سقط في أ.
(٢) سقط في أ.
(٣) نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، القرشي الهاشمي ، يكنى أبا الحارث. وهو ابن عم رسول الله صلىاللهعليهوسلم. كان أسن من إخوته ومن سائر من أسلم ، من بني هاشم ، من حمزة ، والعباس ، رضي الله عن الجميع.
أسر يوم بدر كافرا ، وفداه عمه العباس ، ولما فداه أسلم. وقيل : أسلم وهاجر أيام الخندق ، وقيل : بل هو فدى نفسه برماح كانت له. وآخى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بينه وبين العباس ، وكانا شريكين في الجاهلية متفاوضين متحابين.
وشهد مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم فتح مكة ، وحنينا ، والطائف. وكان ممن ثبت يوم حنين مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأعان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم حنين بثلاثة آلاف رمح.
وتوفي نوفل بالمدينة ، سنة خمس عشرة.
ينظر : أسد الغابة (٥ / ٣٤٧ ، ٣٤٨) ، طبقات خليفة (٦) ، تاريخ خليفة (١٣٤) ، الجرح والتعديل (٨ / ٤٨٧) ، مشاهير علماء الأمصار (١٦٦) ، تهذيب الأسماء واللغات (٢ / ١٣٤) ، العقد الثمين (٧ / ٣٥١) ، الإصابة ت (٨٨٤٩) ، الاستيعاب ت (٢٦٧٨).
(٤) سقط في أ.
(٥) بفتح الميم وسكون الحاء المهملة وكسر الميم الثانية وتخفيف التحتية وهو محمية بن جزء بن عبد يغوث بن عويج بن عمرو بن زبيد الأصغر ، الزبيدي.
قال الكلبي : هو حليف بني جمح ، وقيل : حليف بني سهم.
قال أبو نعيم : هو عم عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي. وكان قديم الإسلام ، وهو من مهاجرة الحبشة ، وتأخر عوده منها ، وأول مشاهده «المريسيع». واستعمله النبي صلىاللهعليهوسلم على الأخماس.
روى عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب قال : اجتمع ربيعة بن الحارث ، والعباس بن عبد المطلب ، وأنا مع أبي ، والفضل مع أبيه ، فقال أحدهما لصاحبه : ما يمنعنا أن نبعث هذين إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ليستأمنهما على هذه الأعمال من الصدقات ... وذكر الحديث ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «ادعوا لي محمية بن جزء» ، وكان على الصدقات ، فأمره أن يصدق عنهما مهور نسائهما.
ينظر : الثقات (٣ / ٤٠٤) ، الإصابة ت (٧٨٤٠) ، العقد الثمين (٧ / ١٥٢) ، الجرح والتعديل (٨ / ٤٢٦) ، الاستيعاب (٢٥٥٣) ، الطبقات الكبرى (٢ / ٦٤) ، (٧٥) ، (١٣٣) ، (٤ / ٥٩) (٢٦١) ، الطبقات (٢٩١) ، تجريد أسماء الصحابة (٢٠ / ٦٣) ، أسد الغابة (٥ / ١١٣ ، ١١٤).