قال : عونا وعضدا. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : (فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً) قال : أهلكناهم بالعذاب. وأخرج ابن جرير عنه قال : الرسّ قرية من ثمود. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضا قال : الرسّ بئر بأذربيجان ، وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عباس أنه سأل كعبا عن أصحاب الرسّ قال : صاحب يس الذي قال : (يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ) (١) فرسّه قومه في بئر بالأحجار.
وأخرج ابن إسحاق وابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ أوّل النّاس يدخل الجنّة يوم القيامة العبد الأسود ، وذلك أن الله بعث نبيا إلى أهل قرية فلم يؤمن به من أهلها أحد إلا ذلك الأسود ، ثم إن أهل القرية غدوا على النبيّ فحفروا له بئرا فألقوه فيها ، ثم أطبقوا عليه بحجر ضخم ، فكان ذلك العبد يذهب فيحتطب على ظهره ، ثم يأتي بحطبه فيبيعه فيشتري به طعاما وشرابا ، ثم يأتي به إلى تلك البئر ، فيرفع تلك الصخرة فيعينه الله عليها ، فيدلّي طعامه وشرابه ثم يردّها كما كانت ، فكان كذلك ما شاء الله أن يكون ، ثم إنه ذهب يوما يحتطب كما كان يصنع فجمع حطبه وحزم حزمته وفرغ منها ، فلمّا أراد أن يحملها وجد سنة ، فاضطجع فنام ، فضرب الله على أذنه سبع سنين نائما ، ثم إنه ذهب فتمطّى فتحوّل لشقه الآخر فاضطجع ، فضرب الله على أذنه سبع سنين أخرى ، ثم إنه ذهب فاحتمل حزمته ولا يحسب إلا أنه نام ساعة من نهار ، فجاء إلى القرية فباع حزمته ، ثم اشترى طعاما وشرابا كما كان يصنع ، ثم ذهب إلى الحفرة في موضعها الذي كانت فيه فالتمسه فلم يجده ، وقد كان بدّ لقومه فيه بدّ فاستخرجوه فآمنوا به وصدّقوه ، وكان النبيّ يسألهم عن ذلك الأسود ما فعل؟ فيقولون ما ندري حتّى قبض ذلك النبيّ ، فأهبّ الله الأسود من نومته بعد ذلك ، إن ذلك الأسود لأوّل من يدخل الجنة» قال ابن كثير في تفسيره بعد إخراجه : وفيه غرابة ونكارة ، ولعلّ فيه إدراجا انتهى. الحديث أيضا مرسل. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن زرارة بن أوفى قال : القرن مائة وعشرون عاما. وأخرج هؤلاء عن قتادة قال : القرن : سبعون سنة ، وأخرج ابن مردويه عن أبي سلمة قال : القرن مائة سنة. وقد روي مرفوعا إلى النبيّ صلىاللهعليهوسلم أنه قال : القرن مائة سنة ، وقال : القرن خمسون سنة ، وقال القرن أربعون سنة. وما أظنّه يصحّ شيء من ذلك وقد سمّي الجماعة من الناس قرنا ، كما في الحديث الصحيح «خير القرون قرني». وأخرج الحاكم في الكنى عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا انتهى إلى معدّ بن عدنان أمسك ، ثم يقول : كذب النسابون. قال الله : (وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً). وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس (وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ) قال : هي سدوم قرية لوط (الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ) قال : الحجارة. وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله : (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ) قال : كان الرجل يعبد الحجر الأبيض زمانا من الدهر في الجاهلية ، فإذا وجد حجرا أحسن منه رمى به وعبد الآخر ، فأنزل الله الآية. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم في الآية قال : ذلك الكافر لا يهوى شيئا إلا اتبعه.
__________________
(١). يس : ٢٠.