الْأُمُورِ) أي : أن ذلك منه فحذف لظهوره ، كما في قولهم :
السّمن منوان بدرهم
قال مقاتل : من الأمور التي أمر الله بها. وقال الزجاج : الصابر يؤتى بصبره ثوابا ، فالرغبة في الثواب أتمّ عزما. قال ابن زيد : إن هذا كله منسوخ بالجهاد ، وأنه خاصّ بالمشركين. وقال قتادة : إنه عام ، وهو ظاهر النظم القرآني (وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ) أي : فما له من أحد يلي هدايته وينصره ، وظاهر الآية العموم ، وقيل : هي خاصة بمن أعرض عن النبي صلىاللهعليهوسلم ولم يعمل بما دعاه من الإيمان بالله والعمل بما شرعه ، والأوّل أولى.
وقد أخرج أحمد ، وابن راهويه ، وابن منيع ، وعبد بن حميد ، والحكيم ، والترمذي ، وأبو يعلى ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والحاكم عن عليّ بن أبي طالب : قال : ألا أخبركم بأفضل آية في كتاب الله حدّثنا بها رسول الله صلىاللهعليهوسلم (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ) وسأفسرها لك يا عليّ : ما أصابكم من مرض أو عقوبة أو بلاء في الدنيا فبما كسبت أيديكم ، والله أكرم من أن يثني عليكم العقوبة في الآخرة ، وما عفا الله عنه في الدنيا ؛ فالله أكرم من أن يعود بعد عفوه. وأخرج عبد بن حميد ، والترمذي عن أبي موسى أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «لا يصيب عبدا نكبة فما فوقها أو دونها إلا بذنب ، وما يعفو الله عنه أكثر ، وقرأ (وَما أَصابَكُمْ) الآية». وأخرج عبد بن حميد ، وابن أبي الدنيا في الكفارات وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه ، والبيهقي في الشعب عن عمران بن حصين أنه دخل عليه بعض أصحابه ، وكان قد ابتلي في جسده ، فقال : إنا لنبتئس لك لما نرى فيك ، قال : فلا تبتئس لما ترى ، فإن ما ترى بذنب ، وما يعفو الله عنه أكثر ، ثم تلا هذه الآية (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ) إلى آخرها. وأخرج أحمد عن معاوية بن أبي سفيان سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «ما من شيء يصيب المؤمن في جسده يؤذيه إلا كفّر الله عنه به من سيئاته». وأخرج ابن مردويه عن البراء قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما عثرة قدم ولا اختلاج عرق ولا خدش عود إلا بما قدمت أيديكم وما يعفو الله أكثر». وأخرج ابن المنذر من طريق عطاء عن ابن عباس في قوله : (فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ) قال : يتحرّكن ولا يجرين في البحر. وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عنه في قوله : رواكد قال : وقوفا (أَوْ يُوبِقْهُنَ) قال : يهلكهنّ. وأخرج النسائي ، وابن ماجة ، وابن مردويه عن عائشة. قالت : «دخلت عليّ زينب وعندي رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأقبلت عليّ فسبتني ، فردعها النبيّ صلىاللهعليهوسلم فلم تنته ، فقال لي : سبيها ، فسببتها حتى جفّ ريقها في فمها ، ووجه رسول الله صلىاللهعليهوسلم يتهلل سرورا». وأخرج أحمد ، ومسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، وابن مردويه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «المستبان ما قالا من شيء فعلى البادئ حتى يعتدي المظلوم» ثم قرأ (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها). وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إذا كان يوم القيامة أمر الله مناديا ينادي ألا ليقم من كان له على الله أجر ، فلا يقوم إلا من عفا في الدنيا» وذلك قوله : (فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ). وأخرج البيهقي عن أنس عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «ينادي