(قَتَرٌ) قال : سواد الوجوه. وأخرج أبو الشيخ عن عطاء في الآية قال : القتر : سواد الوجه. وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في الآية قال : خزي. وأخرج أبو الشيخ ، وابن مردويه عن صهيب عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم : (وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ) قال : «بعد نظرهم إليه عزوجل». وأخرج أبو الشيخ عن السدّي في قوله : (وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ) قال : الذين عملوا الكبائر (جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها) قال : النار (كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً) القطع : السواد نسختها الآية في البقرة : (بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً) (١) الآية. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : (وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ) قال : تغشاهم ذلة وشدّة. وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ عنه في قوله : (ما لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عاصِمٍ) يقول : من مانع. وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله : (وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ) قال : الحشر الموت. وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ عن ابن زيد في قوله : (فَزَيَّلْنا بَيْنَهُمْ) قال : فرّقنا بينهم. وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ عن مجاهد قال : تنصب الآلهة التي كانوا يعبدونها من دون الله ، فيقول : هؤلاء الذين كنتم تعبدون من دون الله؟ فيقولون نعم ، هؤلاء الذين كنا نعبد ، فتقول لهم الآلهة : والله ما كنا نسمع ولا نبصر ولا نعقل ولا نعلم أنكم كنتم تعبدوننا ، فيقولون : بلى والله لإياكم كنا نعبد ، فتقول لهم الآلهة : (فَكَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبادَتِكُمْ لَغافِلِينَ). وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يمثل لهم يوم القيامة ما كانوا يعبدون من دون الله ، فيتبعونهم حتى يؤدّوهم النار ، ثم تلا رسول الله صلىاللهعليهوسلم (هُنالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ)». وأخرج أبو الشيخ عن السدّي : (هُنالِكَ تَبْلُوا) يقول : تتبع. وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ عن مجاهد قال : (تَبْلُوا) تختبر. وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد (تَبْلُوا) قال : تعاين (كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ) ما عملت (وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ) ما كانوا يدعون معه من الأنداد. وأخرج أبو الشيخ عن السدّي في قوله : (وَرُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِ) قال : نسخها قوله : (اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ) (٢).
(قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ (٣١) فَذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (٣٢) كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٣٣) قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (٣٤) قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (٣٥) وَما يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ (٣٦) وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى مِنْ دُونِ اللهِ وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (٣٧) أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٣٨) بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ
__________________
(١). البقرة : ٨١.
(٢). محمد : ١١.