بها الحياة ، وفيها ما فيها من المفسدات ، من تهالك على المتع واللذائذ ، وما ينتشر فى بيئات كثيرة من مخدرات تفعل فعلها فى إفساد الأسر والشباب ، وما تعوّدهم من عادات الإدمان التى لا يفلح معها علاج ، ولا ينفع فى كبح شرورها قانون ، أو استشفاء.
ولذا نجد فى أحداث هذه الأيام ، أن كثيرا من الأحداث الصغار السن قد قبض عليهم جهاز الشرطة فى تلك المواطن التى تنتشر فيها هذه المخدرات ، يقدمون للمدمنين المخدرات ، ويعلمون تحت أيدى عصابات توجههم هذا التوجيه الشائن الذى يفسد عليهم أنفسهم ، وحياتهم ، وأسرهم.
هذه أبرز المصادر الفعالة التى تؤثر فى صنع هذا الشباب ، وما تؤدى إليه من سوء استخدام يعمل على زيادة هذه المشكلات التى يعانى منها المجتمع ، ويعانى منها الشباب.
وقد ساعد على ذلك ظروف أخرى اقتصادية قاسية مرت بهذا المجتمع عقب تلك الحروب العديدة التى خاضها الشعب ، والشباب ، والمجتمع ، ضد أعداء الحياة ، فكانت هذه المآسى وهذه المشكلات ، وكلها من خارج النفس ، ومن صنع أيدينا ؛ لذا كانت العثرات والسقطات ، والبعد عن الصواب.
وبعد : أئمة ترابط بين الأمثال القرآنية؟ أتوجد بينها وحدة فى الأهداف ، والاتجاهات ، والمعالجة؟ هذه تساؤلات تجيب عنها تلك الدراسة المطولة التى سبقت ، فهى على اختلاف صيغها ومضمونها ومواقعها ، تهدف إلى استكناه حقيقة الإنسان ، ووظيفته فى الحياة ، والحكمة من وجوده ، وتبيان خصائصه التى يستحق بموجبها عمارة الكون ، وخلافة الله فى الأرض.
لقد سخرت مظاهر الكون بأرضه ، وسمائه ، وجباله ، وأنهاره ، ودوابه ، ومخلوقاته ، من أجل هذا الإنسان الذى ميزه الله بالعقل ، وكرمه بإرسال الرسل ، وفضله على بقية مخلوقاته ، وجعله أهلا لتحمل الأمانة التى عرضها على السموات والأرض والجبال ، فأبين أن يحملنها ، وأشفقن منها ، وحملها الإنسان ، حملها بما له من إمكانات التدبير ، والعقل ، والفهم ، والحرية ، والاختيار فى الأمور ، وتحمل المسئوليات التى يترتب عليها الثواب والعقاب ، والجزاء فى الدنيا والآخرة.