أبعد الحدود.
وقبل أن نناقش الترجمة ، نرى لزاما علينا أن نذكر نص هذه الترجمة ، ضاربين مثلا بترجمة «رودل» مثلا ، هذا مع العلم بأن ترجمة من التراجم التى بأيدينا ، لم تأت بالترجمة الصحيحة ، وإنه ليؤسفنا أن محمد بقول ، المسلم ، جارى المستشرقين من غير المسلمين فى نفس الخطأ الذى وقعوا فيه ، ثم ذكر الكاتب نص الترجمة بالإنجليزية ، فليراجعها من شاء.
وهذه الترجمة تعنى أن الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر ويعلمون عملا طيبا سيكافئون من سيدهم ، وسوف لا يلحقهم خوف أو حزن ، سواء كانوا مسلمين ، أو متبعين للديانة الإسرائيلية ، أو صليبيين أو صابئين.
ويفهم من هذه الترجمة أن جميع من على الأرض اليوم من الإسرائيليين وأهل التثليث والصابئين ، هم كالمسلمين سواء ، ولن يصيبهم حزن أو خوف يوم القيامة ما داموا مؤمنين بوجود الله ، وأن سيرهم حسن فى الدنيا حسب أديانهم التى يعتنقونها ، وهو ما يتناقض كل التناقض مع قوله تعالى : (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ) [آل عمران : ٨٥].
إن الآية الكريمة معناها أن المسلمين الذين آمنوا برسالة خاتم النبيين ، واليهود الذين اتبعوا شريعة موسى وآمنوا برسالته فى زمنه ، وساروا على تعاليم التوراة الحقيقة ، ودعوا الله قائلين : (إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ) [الأعراف : ١٥٦] ، والنصارى الذين ما بعث إليهم المسيح عيسى ابن مريم حتى آمنوا برسالته ، واتبعوا الإنجيل الحقيقى طوال الزمن المحدد لرسالته ، والصابئين الذين آمنوا برسالة رسولهم فى زمنه ، كل أولئك لهم أجر عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ؛ لأنهم هم الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر ، ويعلمون الأعمال الصالحة التى جاءت بها الكتب التى أرسلت إليهم على يد رسل الله الذين أرسلوا لهدايتهم ، فمن كان اليهود زمن المسيح عيسى ابن مريم ولم يؤمن به ، فقد حبط عمله ؛ لأن رسالة موسى تتضمن وجوب الإيمان برسالة عيسى ونبوّته ، واتباع تعاليم شريعته متى جاءت ، والمفروض كذلك على النصارى الذين وجدوا أيام نزول القرآن الكريم أن يؤمنوا برسالة خاتم النبيين.
ولقد حكى الله تعالى عن الذين آمنوا بالرسول الكريم من النصارى عند نزول