الآخرة. قال ابن جريج : لا أحسبه إلا عن عكرمة. قال : قالوا لو كان محمد نبيا لا تبعه ساداتنا وأشرافنا ، والله ما اتبعه إلا أهل الحاجة ، مثل ابن مسعود وأصحابه. وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : (وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا) يقولون : ما هؤلاء على شيء ، استهزاء وسخريا (وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) هناكم التفاضل. وأخرج عبد الرزاق عن قتادة قال : فوقهم في الجنة. وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء ، قال : سألت ابن عباس عن هذه الآية (وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ) قال : تفسيرها : ليس على الله رقيب ولا من يحاسبه. وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال : لا يحاسب الربّ. وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو يعلى ، والطبراني بسند صحيح عن ابن عباس قال : كان الناس أمة واحدة ، قال : على الإسلام كلهم. وأخرج البزار ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والحاكم عنه قال : كان بين آدم ونوح عشرة قرون ، كلهم على شريعة من الحق ، فاختلفوا ، فبعث الله النبيين. قال : وكذلك في قراءة عبد الله كان النّاس أمة واحدة فاختلفوا. وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن أبي بن كعب قال : كانوا أمة واحدة حيث عرضوا على آدم ، ففطرهم الله على الإسلام وأقرّوا بالعبودية ، وكانوا أمة واحدة مسلمين ، ثم اختلفوا من بعد آدم. وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن أبيّ أنه كان يقرؤها : كان الناس أمّة واحدة فاختلفوا فبعث الله النبيّين وإن الله إنما بعث الرسل ؛ وأنزل الكتب بعد الاختلاف ، وما اختلف الذين أوتوه : يعني : بني إسرائيل أوتوا الكتاب والعلم بغيا بينهم ، يقول : بغيا على الدنيا وطلب ملكها وزخرفها ؛ أيهم يكون له الملك والمهابة في الناس. وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس (كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً) قال : كفارا. وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن أبي هريرة في قوله : (فَهَدَى اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا) قال : قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «نحن الأولون والآخرون ، الأوّلون يوم القيامة ، وأوّل الناس دخولا ، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم ، فهدانا الله لما اختلفوا فيه من الحقّ ، فهذا اليوم الذي اختلفوا فيه فهدانا الله له ، فالنّاس لنا فيه تبع ، فغدا لليهود ، وبعد غد للنصارى» وهو في الصحيح بدون ذكر الآية. وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في قوله : (فَهَدَى اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِ) قال : اختلفوا في يوم الجمعة : فأخذ اليهود يوم السبت ، والنصارى يوم الأحد ، فهدى الله أمة محمد ليوم الجمعة ؛ واختلفوا في القبلة : فاستقبلت النصارى المشرق ، واليهود بيت المقدس ، وهدى أمة محمد للقبلة ؛ واختلفوا في الصلاة : فمنهم : من يركع ولا يسجد ، ومنهم : من يسجد ولا يركع ، ومنهم : من يصلي وهو يتكلم ، ومنهم : من يصلي وهو يمشي ، فهدى الله أمة محمد للحق من ذلك ؛ واختلفوا في الصيام ، فمنهم : من يصوم النهار ، ومنهم : من يصوم من بعد الطعام ، فهدى الله أمة محمد للحق من ذلك ؛ واختلفوا في إبراهيم : فقالت اليهود : كان يهوديا ، وقالت النصارى : كان نصرانيا ، وجعله الله حنيفا مسلما ، فهدى الله أمة محمد للحقّ من ذلك ؛ واختلفوا في عيسى ؛ فكذّبت به اليهود ، وقالوا لأمّة بهتانا عظيما ، وجعلته النصارى إلها وولدا ، وجعله الله روحه وكلمته ، فهدى الله أمة محمد للحق من ذلك.