صلىاللهعليهوسلم لأن مخالفته تؤدى إلى هلاككم وخسرانكم.
فقوله ـ تعالى ـ : (مِنَ النُّذُرِ) على حذف مضاف. أى : من جنس النذر التي سبقت ..
(أَزِفَتِ الْآزِفَةُ) أى : قربت الساعة ، ودنت القيامة ، يقال : أزف السفر ـ كفرح ـ أزفا ، إذا دنا وقرب ، وأل في الآزفة للعهد ، وهي علم بالغلبة على الساعة.
(لَيْسَ لَها) أى : الساعة (مِنْ دُونِ اللهِ كاشِفَةٌ) أى : ليس لها أحد سوى الله ـ تعالى ـ يستطيع الإخبار عنها ، والكشف عن علاماتها ، والعلم بوقتها وبوقوعها.
والاستفهام في قوله ـ تعالى ـ : (أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ) للإنكار والتوبيخ.
أى : أفمن هذا القرآن وما اشتمل عليه من هدايات وتشريعات .. تتعجبون ، وتنكرون كونه من عند الله ـ تعالى ـ.
(وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ) أى : وتضحكون ضحك استهزاء وتهكم منه وممن جاء به صلىاللهعليهوسلم ولا تبكون خشية من الله ـ تعالى ـ ، ومن سماع ما اشتمل عليه هذا القرآن من وعد ووعيد.
(وَأَنْتُمْ سامِدُونَ) أى : وأنتم لاهون معرضون ، يقال : سمد يسمد : كدخل ـ إذ اشتغل باللهو والإعراض عن الرشد.
أو المعنى : وأنتم رافعون رءوسكم تكبرا يقال : سمد سمودا ، إذا رفع رأسه تكبرا وغرورا ، وكل متكبر فهو سامد ، ومنه قولهم : بعير سامد في سيره إذا رفع رأسه متبخترا في مشيته.
وقيل السمود : الغناء بلغة حمير ، ومنه قول بعضهم لجاريته : اسمدى لنا ، أى : غنى لنا.
أى : وأنتم سادرون في غنائكم ولهوكم ، دون أن تكترثوا بزواجر القرآن الكريم.
وقوله ـ سبحانه ـ : (فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا) إرشاد لهم إلى ما يجب عليهم ، ونهى لهم عن الكفر والضلال.
فالفاء في قوله ـ تعالى ـ : (فَاسْجُدُوا) لترتيب الأمر بالسجود ، على الإنذار بالعذاب الشديد إذا ما استمروا في كفرهم ولهوهم.
والمراد بالسجود : الخضوع لله ـ تعالى ـ وإخلاص العبادة له ، ويندرج فيه سجود الصلاة ، وسجود التلاوة.
أى : اتركوا ما أنتم عليه من كفر وضلال ، وخصوا الله ـ تعالى ـ بالخضوع الكامل ،