إسلاما خالصا ، وحسنت توبته .. (١).
وقوله ـ سبحانه ـ : (فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللهُ أَجْراً حَسَناً ، وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً) بيان للثواب العظيم الذي أعده ـ سبحانه ـ للطائفين ، وللعذاب الأليم الذي توعد به الفاسقين.
أى : فإن تطيعوا ـ أيها المخالفون ـ رسولكم صلىاللهعليهوسلم يؤتكم الله من فضله أجرا حسنا ، وإن تتولوا وتعرضوا عن الطاعة ، كما أعرضتم من قبل في صلح الحديبية عن طاعته ، يعذبكم ـ سبحانه ـ عذابا أليما.
ثم ختم ـ سبحانه ـ هذه الآيات برفع الحرج عن الذين تخلفوا لأعذار حقيقة فقال : (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ ، وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ ، وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ ..).
أى : ليس على هؤلاء إثم في التخلف عن الجهاد ، لما بهم من الأعذار والعاهات المرخصة لهم في التخلف عنه.
(وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ) فيما أمرا به أو نهيا عنه ، (يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ، وَمَنْ يَتَوَلَ) عن طاعتهما (يُعَذِّبْهُ) الله ـ تعالى ـ (عَذاباً أَلِيماً) لا يقادر قدره.
ثم بشر الله ـ تعالى ـ المؤمنين الصادقين ببشارات متنوعة ، ومدحهم مدحا عظيما ، وبين ـ سبحانه ـ أن سنته في خلقه لن تتخلف ، فقال ـ تعالى ـ :
(لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً (١٨) وَمَغانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَها وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً (١٩) وَعَدَكُمُ اللهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِراطاً
__________________
(١) راجع تفسير سورة الفتح ص ٨٩ وما بعدها لفضيلة أستاذنا الدكتور أحمد الكومى.