السنة الحادية عشرة بعد التسعمائة ، ومات مقتولاً السنة السادسة والستّين بعد التسعمائة ، قال بعض الأُدباء في تاريخ وفاته :
تاريخ وفاة ذلك الأوّاه |
|
الجنّة مستقرّهُ والله(١) |
قرأ على جماعة ، منهم والده ، ومنهم الشيخ عليّ بن عبدالعالي الكركي ، ومنهم السيّد حسن بن جعفر(٢) ، ومنهم شمس الدين محمّـد بن مكّي(٣) ، والشيخ أحمد بن جابر ، وقرأ على جماعة من العامّة ، وقرأ بمصر على ستّة عشر رجلاً ، وسافر إلى قسطنطينة ، فأعطوه المدرسة العظمى ببعلبك ، ودرَّس في المذاهب الخمسة ، نقل في سبب قتله أنّه قبض بمكّة بأمر السلطان سليم ملك الروم(٤) ، في المسجد الحرام وأُخرج إلى بعض دور مكّة وحبس شهراً وعشرة أيّام ثمّ ساروا به إلى قسطنطينة وقتلوه ، وبقي مطروحاً ثلاثة أيّام ، ثمّ ألقوا جسده بالبحر ، كذا وجد بخطّ البهائي(٥).
وفي أمل الآمل أنّ سببه أنّه ترافع رجلان فحكم لأحدهما وغضب الآخر ، فوشي فيه قاضي صيدا واسمه معروف ، وكان الشهيد مشتغلاً بشرح اللمعة ، مختفياً عن الناس في كرم له ، فأرسل القاضي بطلبه فأتوا
__________________
(١) ينظر ، القمّي ، هديّة الأحباب ، ١٣٢.
(٢) بدر الدين حسن بن جعفر بن فخر الدين بن نجم الدين بن الأعرج الحسني العاملي الكركي توفّي ٩٣ هـ ، له مصنّفات منها : التهذيب والعمدة وكلاهما في أصول الفقه. ينظر في ترجمته ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ٣٠.
(٣) شمس الدين محمّـد بن مكّي العاملي توفّي سنة ٩٣٨ ، له غاية القصد في معرفة القصد قرأه عليه الشهيد الثاني بالشّام كما حكاه العودي في رسالته. ينظر ، الأمين ، أعيان الشيعة ، ٤٧/٣٥.
(٤) السلطان سليم الأوّل الذي حكم الدولة العثمانية (١٥١٢ ـ ١٥٢٠ م).
(٥) نقل الشيخ يوسف البحراني في اللؤلؤة نصّ حكاية قتل الشهيدرحمهالله نقلاً من خطّ الشيخ البهائي. ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ٣٤.