كلّ منهما شيخ الآخر.
كان هذا الشيخ الطوسي له يد في علم الرصد(١) ، قد أمره بتعليمه هولاكو خان(٢) ، واختار مراغة من تبريز لبناء الرصد فرصد فيها(٣) ، واستنبط في عدّة من الآلات الرصدية ، وكان من أعوانه على الرصد جماعة من العلماء ، أرسل إليهم هولاكو خان وأحضرهم.
٤٣ ـ ومنهم مؤيّد الدين شيخنا العالم الفاضل فإنّه كان طبيباً حاذقاً متبحّراً في جميع العلوم مات سنة أربع وستّين وستمائة(٤).
__________________
(١) علم الرصد هو فرع من علوم الهيئة ومن خلاله يتعرّف على كيفية تحصيل الآلات الرصدية قبل الشروع في رصد الكواكب وحركاتها حاجي خليفة ، تحف الظنون ١/١٤٥ ونقل حاجي خليفة نفسه محاورة لنصير الدين الطوسي مع هولاكوخان حول حقيقة هذا العلم فقال هذا العلم النجومي له الفائدة بحيث يعلم المتحدّث فيه ما يحدث فلا يحصل له من الروعة والاكتراث ما يحصل للغافل الذاهل منه ، كشف الظنون ١/٩٠٦.
(٢) هولاكو خان : حفيد جنكيز خان سلطان الدولة الإيلخانية والذي سقطت على يده الخلافة العبّاسية واحتلّ بغداد (٦٥٦ هـ ١٢٥٨ م).
(٣) تمّ بناء المرصد على تلّ شمالي مراغة وتمّ هذا العمل في ١٢ سنة حيث باشر بانشائه سنة ٦٥٧ وظلّ الطوسي يعمل به حتّى وفاته وسمّي الزيج المستنبط من هذا المرصد بـ(الزيج الإيلخاني) ونشره في كتاب خاصّ احتوى على جداول وطرائف حسابية لم تكن معروفة من قبل لذلك كان هذا الزيج هو المعتمد في أوربّا عصر النهضة ، ينظر ، الحرّ العاملي ، أمل الآمل ٢/١٠٨ ، الأمين ، محسن ، أعيان الشيعة ، بيروت ١٩٥٩ م ٤٦/٩ ـ ١٠.
(٤) مؤيّد الدين العروضي الدمشقي ابن بريك بن مبارك زاول الأعمال الفلكية وصناعة آلات الرصد وعمل مع الحكيم الطوسي في بناء مرصد مراغة من سنة ٦٥٧ هـ حتّى آخر حياته توفّي فجأة في السابع عشر من رجب سنة ٦٦٤ هـ ، وتدلّ رسالته في شرح آلات مرصد مراغة على مكانة نصير الطوسي لدى هذا العالم. مختصر الدول لابن العربي ٥٠١ ـ ٥٠٢ ، بحار الأنوار ٥٥/٢١٤ ، أعيان الشيعة ٩/٤١٧