نقل أبو الحسن العامري قال : دخلت على المرتضى فأراني له هذين البيتين :
سرى طيفُ سُعْدى طارقاً فاستفزنّي |
|
هبوباً وصحبي بالفلاة رقودُ |
فقلت لعيني عاودي النوم واهجري |
|
لعلّ خيالاً طارقاً سيعود(١) |
فخرجت من عنده ودخلت على الرضي فعرضتها عليه فأنشد بديهاً :
فردَّتْ جواباً والدموعُ ذوارفٌ |
|
وقد آن للشمل المشتِّ ورود |
فهيهات من لقيا حبيب تعرّضت |
|
له دون لقياه مهامهُ بيدُ(٢) |
فعدت إلى المرتضى بالخبر فقال يعزّ عليّ أخي قتله الذكاء(٣).
٢٣ ـ ومنهم ، شيخنا الإمام الأعظم المفيد محمّـد بن محمّـد بن النعمان عبـد الله بن المعلّم ، من أجلّ مشايخ الشيعة ، وأنّه رئيسهم وإمامهم ، قد انتهت إليه رئاسة الإمامية في زمنه ، ولد يوم الحادي عشر من ذي القعدة سنة ثلاث أو ثمان وثلاثين بعد الثلاثمائة ، ومات رحمهالله السنة الثالثة عشرة بعد الأربعمائة(٤) وصلّى عليه الشريف المرتضى ودفن في داره سنين ونقل إلى
__________________
(١) ورد في كتاب لؤلؤة البحرين أنّ الأبيات ثلاثة والأخير هو :
فلمّا انتهينا للخيال الذي سرى |
|
إذا الدار قفرى والمزار بعيد |
ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، هامش ٣٢٦.
(٢) لم أجد الأبيات في دواوينهما المطبوعة.
(٣) ينظر الحرّ العاملي ، أمل الآمل ، ٢/٢٦٥؛ البحراني : لؤلؤة البحرين ، ٣٢٦ ـ ٣٢٧؛ الكشكول ، ١/٣١٤.
(٤) أبو عبـد الله محمّـد بن محمّـد بن محمّـد بن النعمان بن عبدالسلام الحارثي العبكري البغدادي المعروف بالشيخ المفيد وابن المعلّم. ولد سنة ٣٣٨ وتوفّي في