الأسرة الصالحة التي تتميّز بالخير والفضيلة والتي بدورها تساهم في بناء المجتمع الإنساني المتكامل الذي يسوده العدل وتغمره الطمأنينة ، ونجد في حقيقة الحال أنّ السبّاقين لتعلّم المرأة وتثقيفها أولئك العلماء الأفذاذ الذين كان لالتزامهم الكامل وحرصهم الشديد على تطبيق تعاليم الشريعة المقدّسة والاقتداء بإرشادات أهل البيت عليهمالسلام وبما يمتلكون أيضاً من الذهنية المتفتّحة والإدراك العقلي العميق جعلهم من المبادرين لهذا المنهج المبارك مبتدئين في ذلك بنساء بيوتهم الشريفة ساعين بكلّ جدّ واجتهاد في نشر العلم والفضيلة وداعمين لكلّ نهضة علمية نسوية ، ومن أعلام أولئك العلماء الفطاحل شيخ الطائفة أبو جعفر محمّـد بن الحسن الطوسي قدسسره الذي كان له بنتان فاضلتان عالمتان ، ذُكرن في مطاوي الكتب ضمن ترجمة والدهنَّ الشيخ الطوسي قدسسره. وعند التفكير في هذا الأمر ولو بشكل بسيط نجد أنّ تعليم النساء كان من الضروريّات المهمّة لدى العلماء الأعلام لمساعدتهنّ في اكتساب العلم والمعرفة. وبناء مجتمع كريم ترفرف عليه رايات العلم والمعرفة.
ولقد كان لعلماء مدرسة الحلّة أيضاً آثاراً واضحة في دعم الحركة العلمية النسوية فيها مبتدئين في ذلك بنساء بيوتهم وبناتهم أمثال زوجة الشيخ ورّام الحلّي وبناته.
يقول السيّد هادي كمال الدين في كتابه فقهاء الفيحاء(١) عند ذكره للشيخ ورّام الحلّي :
«... ولشيوع الثقافة في عصره لم تكن الحركة الثقافية مقتصرة في
__________________
(١) فقهاء الفيحاء ١ / ١٧٧.