الألفاظ العامّة التي
يراد بها الخاصّ ، أو التي هي نصّ في خاصّ باعتبار نزولها في شأنه ، وغير ذلك ممّا
كان معروفاً في عصر نـزوله ، ثمّ صارت أسباب الخفاء تختلسه شيئاً فشيئاً وتعمل ضدّه.
والمفزع في تفسير ذلك هو ما يحصل به العلم
من إجماع المسلمين في الرواية للتفسير ، أو في الرواية عن رسول الله (صلى الله
عليه وآله وسلم) في الدلالة على من يفزع إليه بعده في تفسير كتاب الله كحديث الثقلين
المتواتر القطعي بين الفريقين ...».
لقد أخذ علماء الإمامية علوم القرآن من أئمّة
أهل البيت عليهمالسلام
الذين هم أبواب علم النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، خصوصاً علم التفسير والقراءة
، والناسخ والمنسوخ ، وأحكام القرآن ، والنحو والصرف ، وغريب القرآن ، ومجازات
القرآن ، وفضائله.
وقد أشار ابن أبي الحديد إلى علم أمير المؤمنين
عليهالسلام
، فقال : «وما أقول في رجل تعزى إليه كلّ فضيلة وتنتهي إليه كلّ فرقة وتتجاذبه كلّ
طائفة ، فهو رئيس الفضائل وينبوعها وأبو عذرها وسابق مضمارها ومجلِّي حَلْبتها ، كلّ
من بزغ فيها بعده فمنه أخذ وله اقتفى وعلى مثاله احتذى ... ومن العلوم علم تفسير القرآن
، وعنه أُخذ ومنه فُرّغ ، وإذا رجعتَ إلى كتب التفسير علمتَ صحّة ذلك ، لأنّ أكثره
عنه عليهالسلام
وعن عبـد الله بن عباس ، وقد علم الناس حال ابن عبّاس في ملازمته له وانقطاعه إليه
وأنّه تلميذه وخرّيجه. وقيل له : أين علمك من علم ابن عمِّك؟ فقال : كنسبة قطرة من
المطر إلى البحر المحيط».
__________________