طريقته(١). وكانت الحركات تُكتب بلون مختلف ، فالسواد للحروف والحمرة للأشكال أو الحركات بطريقة النقط.
وبكلمة ، فإنّ عليّاً عليهالسلام لم يألُ جهداً في حفظ القرآن وصيانته ، فقد جهد في صيانة القرآن المجيد عن طريق الكتابة المباشرة وجمع السور والآيات المتفرّقة وترتيب القرآن ووضع قواعد النحو من أجل أن لا يختلط على الناس فوضع الإعراب والإعجام(٢) ، وعلّم الناس تفسير القرآن والناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه ، وكان من قبل قد قاتل المشركين ثمّ قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين من بعد ، من أجل أن يبقى القرآن محفوظاً بين الدفّتين إلى يوم القيامة.
القرآن ومبدأ الرجوع إلى أئمّة أهل البيت عليهمالسلام :
كان الصحابة والتابعون يرجعون إلى الإمام عليٍّ عليهالسلام في ضبط قراءة القرآن الكريم وفهم معانيه ، ونذكر منهم بالخصوص عبـد الله بن عبّاس وعبـد الله بن مسعود.
لقد نزل القرآن الكريم ببيان عربيٍّ مبين يأخذ بألباب الناس ويفتح قلوبهم للنور ، وكان الإنسان من جزيرة العرب إذا سمع القرآن شرح الله صدره للإسلام. والأغلب أنّه كان هناك فهم إجماليٌّ عامٌّ لمعاني القرآن الكريم ومقاصده ، ولكن مع ذلك الفهم الإجمالي كان من الناس زمن النـزول من لم يدرك النصوص القرآنية ولم يستوعب معانيها العظيمة ،
__________________
(١) تاريخ القرآن : ٩٦.
(٢) الإعراب هو وصل الخطِّ مضبوطاً بالحركات والسكنات. والإعجام هو تمييز الحروف المتشابهة بوضع نقط لمنع اللبس.