على حصول النسخ في الآية ، فلا كلام عليه ، وإلا فقول أبي مسلم صحيح حسن. انتهى.
الثالثة ـ في قوله تعالى : (بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ) إشارة إلى علة غلبة المؤمنين عشرة أمثالهم من الكفار ، فالظرف متعلق ب (يَغْلِبُوا) أي بسبب أنهم قوم جهلة بالله تعالى واليوم الآخر ، لا يقاتلون احتسابا وامتثالا لأمر الله تعالى ، وإعلاء لكلمته ، وابتغاء لرضوانه ، كما يفعله المؤمنون ، وإنما يقاتلون للحمية الجاهلية ، واتباع خطوات الشيطان ، وإثارة نائرة البغي والعدوان ، فلا يستحقون إلا القهر والخذلان. أفاده أبو السعود.
الرابعة ـ قال الرازي : احتج هشام على قوله (إن الله تعالى لا يعلم الجزئيات إلا عند وقوعها) بقوله : (الْآنَ خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً) إذ يقتضي أن علمه بضعفهم ما حصل إلا في هذا الوقت. وأجاب المتكلمون بأن معناه : الآن حصل العلم بوقوعه وحصوله. وأما قبل ذلك فقد كان الحاصل العلم بأنه سيقع أو سيحدث. انتهى.
وقال الطيبي رحمهالله : معناه الآن خفف الله عنكم لما ظهر متعلق علمه تعالى ، أي كثرتكم الموجبة لضعفكم بعد ظهور قتلكم وقوتكم.
الخامسة ـ في (الضعف) لغتان : الفتح والضم ، وبهما قرئ. وهو يؤكد كونهما بمعنى فيكونان في الرأي والبدن. وقيل : (الفتح) في الرأي والعقل ، (الضم) في البدن. وهو منقول عن الخيل. وقرئ (ضعفاء) بصيغة الجمع.
السادسة ـ إن قيل : إن كفاية عشرين لمائتين تغني عن كفاية مائة لألف وكفاية مائة لمائتين تغني عن كفاية ألف لألفين ، لما تقرر من وجوب ثبات الواحد للعشرة في الأولى ، وثبات الواحد للاثنين في الثانية ، فما سر هذا التكرير؟ أجيب : بأن سره كون كل عدة بتأييد القليل على الكثير لزيادة التكرير المفيد لزيادة الاطمئنان ، والدلالة على أن الحال مع القلة والكثرة واحدة ، لا تتفاوت ، فإن العشرين قد لا تغلب المائتين. وتغلب المائة الألف. وأما الترتيب في المكرر فعلى ذكر الأقل ثم الأكثر على الترتيب الطبيعي.
قال في (الفتح) : وقد قيل ، في سر ذلك ، إنه بشارة للمسلمين بأن جنود الإسلام سيجاوز عددها العشرات والمئات إلى الألوف.
السابعة ـ قال في (البحر) : انظر إلى فصاحة هذا الكلام ، حيث أثبت في