كفاك بالعلم في الأمّي معجزة
كما أن صفة التكبر لله مادحة ، وفي غيره ذامة ، كذا في (العناية).
الخامس ـ في قوله تعالى : (الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ) إشارة إلى بشائر الأنبياء عليهمالسلام ، بنبوته صلىاللهعليهوسلم.
قال الماوردي في (إعلام النبوة) في الباب الخامس عشر في بشائر الأنبياء بنبوته عليه الصلاة والسلام :
إن لله تعالى عونا على أوامره ، وإغناء عن نواهيه ، فكأن أنبياء الله تعالى معانون على تأسيس النبوة ، بما تقدمه من بشائره ، وتبديه من أعلامها وشعائرها ، ليكون السابق مبشرا ونذيرا ، واللاحق مصدقا وظهيرا ، فتدوم بهم طاعة الخلق ، وينتظم بهم استمرار الحق. وقد تقدمت بشائر من سلف من الأنبياء ، بنبوة محمد صلىاللهعليهوسلم ، مما هو حجة على أممهم ومعجزة تدل على صدقه عند غيرهم ، بما أطلعه الله تعالى على غيبه ، ليكون عونا للرسول ، وحثا على القبول. فمنهم من عيّنه باسمه ، ومنهم من ذكره بصفته ، ومنهم من عزاه إلى قومه ، ومنهم من أضافه إلى بلده ، ومنهم من خصّه بأفعاله ، ومنهم من ميّزه بظهوره وانتشاره. وقد حقق الله تعالى جميعها فيه ، حتى صار جليا بعد الاحتمال ويقينا بعد الارتياب ، ثم سرد الماوردي البشائر من نصوص كتبهم.
وجاء في (إظهار الحق) ما نصه : إن الإخبارات الواقعة في حق محمد صلىاللهعليهوسلم ، توجد كثيرة إلى الآن أيضا ، مع وقوع التحريفات في هذه الكتب ، ومن عرف أولا طريق إخبار النبيّ المتقدم ، عن النبيّ المتأخر ، على ما عرفت في الأمر الثاني ـ يعني في كلامه ـ ثم نظر ثانيا بنظر الإنصاف إلى هذه الإخبارات ، وقابلها بالإخبارات التي نقلها الإنجيليون في حق عيسى عليهالسلام ، جزم بأن الإخبارات المحمدية في غاية القوة.
وجاء في (منية الأذكياء في قصص الأنبياء) ما نصه : إن نبينا عليه الصلاة والسلام قد بشرت به الأنبياء السالفون ، وشهدوا بصدق نبوته ، ووصفوه وصفا رفع كل احتمال ، حيث صرحت باسمه وبلده وجنسه وحليته وأطواره وسمته. غير أن أهل الكتاب حذفوا اسمه ـ يعني من نسخهم الأخيرة ـ إلا أن ذلك لم يجدهم نفعا ، لبقاء الصفات التي اتفق عليها المؤرخون من كل جنس وملة وهي أظهر دلالة