لا خير فيه ، وكذا رجل نكد. قال :
فأعط ما أعطيته طيّبا |
|
لا خير في المنكود والنّاكد |
وقال :
لا تنجز الوعد إن وعدت. وإن |
|
أعطيت ، أعطيت تافها نكدا |
تنبيه :
قال ابن عباس في الآية : هذا مثل ضربه الله للمؤمن والكافر.
وقال قتادة : المؤمن سمع كتاب الله فوعاه بعقله ، وانتفع به. كالأرض الطيبة أصابها الغيث ، فأنبتت ، والكافر بخلاف ذلك. وهذا كما في الصحيحين (١) عن أبي موسى قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير ، أصاب أرضا ، فكانت منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير ، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا ، وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلّم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به».
لطيفة :
قال أبو البقاء : يقرأ (يَخْرُجُ نَباتُهُ) بفتح الياء وضم الراء ورفع النبات. ويقرأ كذلك إلا أنه بضم الياء ، على ما لم يسم فاعله. ويقرأ بضم الياء وكسر الراء ونصب النبات أي : فيخرج الله أو الماء. ثم قال : ويقرأ (نَكِداً) بفتح النون وكسر الكاف ، وهو حال ، ويقرأ بفتحهما على أنه مصدر أي : ذا نكد. ويقرأ بفتح النون وسكون الكاف وهو مصدر أيضا ، وهو لغة ويقرأ يخرج بضم الياء وكسر الراء ، ونكدا مفعوله.
(كَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ) أي : نبين وجوه الحجج ونرددها ونكررها (لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ) يعني كما ضربنا هذا المثل ، كذلك نبين الآيات الدالة على التوحيد والإيمان آية بعد آية ، وحجة بعد حجة ، لقوم يشكرون الله تعالى على إنعامه عليهم بالهداية ، وأن جنّبهم سبيل الضلالة. وإنما خص الشاكرين بالذكر لأنهم هم الذينا انتفعوا بسماع القرآن.
__________________
(١) أخرجه البخاري في : العلم ، ٢٠ ـ باب فضل من علم وعلّم ، حديث ٦٨.
وأخرجه مسلم في : الفضائل ، حديث ١٥.