أفضل بين ولدي في النحل؟ قرأ : (أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ ..) الآية. وروى الطبرانيّ : عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أبغض الناس إلى الله عزوجل من يبتغي في الإسلام سنة الجاهلية ، وطالب دم امرئ بغير حق ليريق دمه. ورواه البخاري (١) بزيادة. انتهى. كلام ابن كثير.
قال بعض مفسّري الزيدية : اشتمل قوله تعالى : (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِ) إلى قوله تعالى : (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) على عشرين وجها من التأكيد في ملازمة شريعة نبيّنا صلىاللهعليهوسلم التي أنزلها الله تعالى ، واختارها لأمته ، واستأثر بكثير من أسرارها فلم يطّلع عليها ، وما أشدّ امتثال ما تضمّنته؟ وكيف الخروج عن عهدته خصوصا على الأئمة والحكام؟ ولن يحصل ذلك حتى يلجم نفسه بلجام الحق ، ويعزل عن نفسه مطالعة الخلق ، لهذه الجملة. لا يقال : إنه صلىاللهعليهوسلم معصوم لا يتبع أهواءهم ، فكيف نهى عما يعلم الله أنه لا يفعله؟ قال الحاكم : ذلك مقدور له ، فيصحّ النهي وإن علم أنه لا يفعله. وقيل : الخطاب له والمراد غيره. كذلك لا يقال : قوله (فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ) يخرج من ذلك القياس. لأن ذلك ـ إن جعل خطابا له عليه الصلاة والسلام ـ فلم يكن متعبّدا بالقياس. وإن كان خطابا للكل فالقياس ثابت بالدليل فهو بمثابة المنزل. هكذا ذكر الحاكم. والأكثر : أنه يجوز منه عليه الصلاة والسلام الاجتهاد ، ومنعه آخرون. وقوله تعالى : (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ) قد يستدل به على أن الواجبات على الفور. وهو محتمل. لأن المراد قبل أن يسبق عليكم الموت. انتهى.
وفي (الإكليل) : استدلّ به على أن تقديم العبادت أول وقتها أفضل من تأخيرها. انتهى.
وقد روى مسلم (٢) عن ابن مسعود عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم : أفضل الأعمال الصلاة لوقتها وبرّ الوالدين.
وروى أبو داود (٣) والترمذي والحاكم عن أم فروة عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم : أفضل الأعمال الصلاة في أول وقتها.
__________________
(١) أخرجه البخاري في : الديات ، ٩ ـ باب من طلب دم امرئ بغير حق ، حديث ٢٥٢٥ ونصه : عن ابن عباس أن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال «أبغض الناس إلى الله ثلاثة : ملحد في الحرم ، ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية ، ومطّلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه».
(٢) أخرجه مسلم في : الإيمان ، حديث ١٤٠.
(٣) أخرجه أبو داود في : الصلاة ، ٩ ـ باب في المحافظة على وقت الصلوات حديث ٤٢٦.