قائمة الکتاب
إعدادات
موسوعة القرآن العظيم [ ج ٢ ]
موسوعة القرآن العظيم [ ج ٢ ]
تحمیل
المعلّق ، لا هو على الأرض استقر ، ولا على ما علّق عليه انحمل. وفى حديث أم زرع فإن المعلّقة كالمسجونة ، نعوذ بالله من ذلك! والآية نهىّ صريح عن الزواج بأكثر من واحدة ، لأن من لا يعدل بينهن يصبح ظالما ، وفى الظالم قال تعالى : (وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذاباً كَبِيراً) (الفرقان ١٩).
* * *
١٦٩٣ ـ القسم بين الزوجات
القسم هو التقسيم ، والقسم بين الزوجات هو العدل بينهن ، بمعنى أن يتساوين فى نصيب كل واحدة من الزوج ، بقوله تعالى : (اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى وَاتَّقُوا اللهَ) (المائدة ٨) ، والقسم بالعدل مستحيل ، كقوله تعالى : (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ) (النساء ١٢٩) ، والعدل بينهن يمكن أن يكون فى المبيت ، وفى السكنى ، والنفقة ، والصّحبة ، فهذه أربعة أقسام ، وينتفى فى المحبة ، فيؤثر لذلك الاكتفاء بالزوجة الواحدة ، كقوله تعالى : (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَواحِدَةً) (النساء ٣) ، فإن تزوّج الثانية فلا بد من القسم بينهما ، فلا يجوز أن يبتدئ بواحدة منهما إلا بقرعة ، فإن كانتا اثنتين كفته قرعة واحدة ، ويصير فى الليلة الثانية إلى الزوجة الثانية بغير قرعة ، فإن كن ثلاثا أقرع فى الليلة الثانية ، وإن كن أربعا أقرع فى الليلة الثالثة ، وإن شقّ عليه القسم فى مرضه ، فله أن يستأذنهن فى الإقامة عند إحداهن. ويجوز أن يتبع الزوج النهار فى القسم تبعا لليل. والأولى أن يكون لكل واحدة منهن مسكن يأتيها فيه. ومن العدل أن يقضى ما يفوت على الزوجة من حقها فى القسم ، ويأثم إن دخل على إحداهن فى غير ليلتها ، إلا إذا دخل عليهن مثل ذلك وساوى بينهن وكان الرسول صلىاللهعليهوسلم يفعل ذلك. وعلى الزوج أن يعدل بين الزوجتين فى بلدين ، فيقيم عند كل واحدة مثل الأخرى. ويصحّ أن تهب إحداهن حقّها من القسم لأخرى ، وقد قسمت سودة يومها لعائشة ؛ ويقسم الزوج للزوجة الجديدة سبعة أيام إن كانت بكرا ، وثلاثة إن كانت ثيّبا ، فإنّ شاءت الثيب سبعة أيام ، فعليه أن يقضى للأخريات بعدها سبعة سبعة ، وحكم السبعة أو الثلاثة التى يقيمها عند الجديدة ، هو حكم سائر القسم فيكون ليلا ، والنهار لمعاشه ، ويكره للرجل أن تزفّ إليه امرأتان فى ليلة واحدة. ولا يجوز سفره مع إحداهن إلا بالقرعة.
* * *
١٦٩٤ ـ قوامة الرجال على النساء ومتى تسقط؟
القوامة فى الآية : (الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَبِما أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوالِهِمْ) (النساء ٣٤) هى التكفّل بالأمر ، يقال قوّام ، وقيّم ، أى الذى يقوم بكل شىء.