الباب الحادى عشر
أسماء ومفاهيم ومصطلحات من القرآن
* * *
١١٩٠ ـ الآل والأهل
فى القرآن من الآل : آل فرعون ، وآل موسى ، وآل هارون ، وآل إبراهيم ، وآل يعقوب ، وآل لوط ، وآل داود ، وآل ياسين. وآل فرعون هم قومه وأتباعه وأهل ملّته ، وآل كل نبىّ هم من كانوا على ديانته فى عصره وسائر الأعصار ، وكذلك آل الرسول صلىاللهعليهوسلم ، سواء كانوا من أنسبائه أو لم يكونوا ، ومن لم يكن على دينه وملّته فليس من آله ولا من أهله وإن كانوا له أقرباء ، ولأجل هذا قيل : إن أبا لهب ، وأبا جهل ، كلاهما ليس من آله صلىاللهعليهوسلم ولا من أهله ، وإن كان بينهما وبينه قرابة ، ولهذا قال تعالى فى ابن نوح : (إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ) (هود ٤٦) ، يعنى أنه ليس من خاصتك ، لأنه مخاصم لدينك. وفى الحديث عن عمرو بن العاص : أنه سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : جهارا : «ألا إن آل فلان ليسوا لى بأولياء» ، أخرجه مسلم ، ولم يذكر اسم هؤلاء كى لا تكون فتنة. وقال : «إنما وليّى الله وصالح المؤمنين». والآل : هم الأتباع ، ولذلك نفى أن يكونوا أولياءه ، والولىّ : هو النصير ؛ والأهل : هم خاصة الرجل القريبين ، أى زوجته وأولاده ؛ وأهل الأمر : هم المعنيون به ؛ وأهل المذهب : من يدين به ؛ والشيعة على الرأى بأن آل رسول الله صلىاللهعليهوسلم : هم ابنته فاطمة ، والحسن ، والحسين فقط ، وأما المسلمون فليسوا من آله ، ولا يذكرون من أهله : ابنته زينب ، وابنتها أمامة ، وزوجاته جميعا أمهات المؤمنين ؛ وأهل السنّة على القول : بأن «آل محمد» هم المسلمون جميعهم ، و «أهله» هم أزواجه ، وفى الحديث عند ما سئل رسول الله صلىاللهعليهوسلم : كيف نصلى عليك؟ قال : «قولوا اللهم صلّ على محمد ، وعلى أزواجه ، وذرّيته ، كما صليت على آل إبراهيم ؛ وبارك على محمد ، وعلى أزواجه وذرّيته ، كما باركت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد». أخرجه مسلم ، وفى ذلك تأكيد على أن «الآل» : هم الأقارب ـ وإن بعدوا ـ والأتباع ، بينما الأهل : هم الزوجة والأولاد والأقارب الأقربين. و «الآل» أصلها «أهل» ، ثم أبدلت الهاء ألفا تعظيما للعدد ، فإذا صغّرت الأهل صارت أهيلا.
* * *
١١٩١ ـ الاجتهاد
الاجتهاد من الفقه فى الدين ، كقوله تعالى : (لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ) (التوبة ١٢٢) ، والمجتهد : فى اللغة الذى يجدّ ويبالغ فى طلب الشيء ، وفى اصطلاح الفقهاء : هو الذى