وقالت : ما كان أحد أحسن خلقا من رسول الله ، ما دعاه أحد من الصحابة ولا من أهل بيته إلا قال : «لبيك» ، لذلك قال تعالى : (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (٤) ، ونزلت فيه الآية.
٣ ـ وفى قوله تعالى : (بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ) (٦) : قيل : قالوا إن بالرسول صلىاللهعليهوسلم شيطانا ، والمفتون هو الشيطان ، لأنه مفتون فى دينه ، وعنوا به أنه مجنون ، والآية نزلت فى الوليد بن المغيرة وأبى جهل ، والمعنى فسيعلمون غدا بأيهم المجنون ، أى الشيطان ، به صلىاللهعليهوسلم أم بالوليد وبأبى جهل؟
٤ ـ وفى قوله تعالى : (فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ) (٨) : قيل : نزلت فى مشركى قريش وكانوا يدعونه إلى أن يكف عنهم ليكفّوا عنه ، فنهاه عن ممايلة المشركين.
٥ ـ وفى قوله تعالى : (وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (١٠) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (١١) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (١٢) عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ) (١٣) : قيل : نزلت فى الأسود بن عبد يغوث ، وعبد الرحمن بن الأسود ، والوليد بن المغيرة ، وأبى جهل. وكان الوليد قد عرض على الرسول مالا إن رجع عن دينه. و «العتل الزنيم» الشديد الخلق ، الأكول الشروب ، والظلوم للناس. وقيل : «الزنيم» كان رجلا من قريش له زنمة كزنمة الشاة ، وقيل : الزنيم ولد الزنا الملحق فى النسب بالقوم ، وكان الوليد دعيّا فى قريش ، ادّعاه أبوه ، والآية عرّفت بصفة فى الوليد لم يكتشفها أحد فيه إلا بعد أن مات ، فقد كانت له زنمة فى عنقه يداريها.
٦ ـ وفى قوله تعالى : (أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ (١٤) إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (١٥) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ) (١٦) : قيل : هذا كله نزل فى الوليد بن المغيرة ، وليس فى القرآن أحد ذكرت عيوبه ما ذكره منها فى هذه الآيات ، فألحقت بالوليد العار فى الدنيا والآخرة ، كالوسم على الخرطوم وهو ما ابتلاه الله به فى الدنيا ، فى نفسه وماله وأهله ، من سوء وذل وصغار.
٧ ـ وفى قوله تعالى : (إِنَّا بَلَوْناهُمْ كَما بَلَوْنا أَصْحابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ) (١٧) : قيل : الآية نزلت فى أهل مكة ، ابتلوا وأعطاهم الله المال ليشكروا فبطروا وجحدوا وعادوا الإسلام ، فابتلاهم الله بالجوع كما ابتلى أصحاب الجنة ، وكانوا فى اليمن بالقرب منهم ، وكانت الجنة لرجل يؤدى حق الله ، فلما صارت لأولاده بخلوا ومنعوا خيرها ، وفكروا أن لا يجدّوا التمر إلا ليلا حتى لا يأتيهم المساكين ، فطاف عليها جبريل واقتلعها ، فنزلت الآية فيهم.
٨ ـ وفى قوله تعالى : (خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سالِمُونَ) (٤٣) : قيل : قال : سعيد بن جبير : الآية فى الذين كانوا يسمعون الأذان فلا