بن الحارث ، حين برزوا إليهم يوم بدر. وقيل : نزلت فى قوم من المشركين ، قالوا : إنهم يعطون فى الآخرة خيرا مما يعطاه المؤمن.
٤ ـ وفى قوله تعالى : (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ) (٢٣) : قيل : ذلك الكافر اتخذ دينه ما يهواه ، نزلت فى الحارث بن قيس السهمى أحد المستهزئين ، لأنه كان يعبد ما تهواه نفسه. وقيل : نزلت فى الحارث بن نوفل بن عبد مناف. وقيل : نزلت فى أبى جهل. وكان يطوف بالبيت ذات ليلة ومعه الوليد بن المغيرة ، فتحدثا فى شأن النبىّ صلىاللهعليهوسلم ، فقال أبو جهل : الله! إنى لأعلم أنه لصادق! كنا نسميه فى صباه الصادق الأمين ، فلما تم عقله وكمل رشده نسميه الكذّاب الخائن؟! قال له الوليد : فما يمنعك أن تصدقه وتؤمن به؟ قال : تتحدث عنى قريش أنى اتبعت يتيم أبى طالب! واللات والعزى لا أتّبعنه أبدا! فنزلت (وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ ...).
٥ ـ وفى قوله تعالى : (وَقالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ وَما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ) (٢٤) : قيل : نزلت عامة فى أهل الجاهلية ، وكانوا يقولون : الدهر هو الذى يهلكنا ، وهو الذى يحيينا ويميتنا ، فنزلت هذه الآية.
* * *
١٠٥٨ ـ أسباب نزول سورة الاحقاف
١ ـ فى قوله تعالى : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (١٠) : قيل : نزلت فى عبد الله بن سلام ، وكان يهوديا وأسلم ، وشهد مع النبىّ صلىاللهعليهوسلم فى خلافه مع اليهود فى مسألة الزنا وعقوبته ، هل الرجم فى التوراة أم لا؟ ثم إنه فتح التوراة وأشار إلى الآية ، وبسبب ذلك أسلم ابن سلام لمّا رأى لجاجة اليهود وميلهم عن الحق.
٢ ـ وفى قوله تعالى : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كانَ خَيْراً ما سَبَقُونا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هذا إِفْكٌ قَدِيمٌ) (١١) : قيل : إن أبا ذر الغفارى دعاه النبىّ صلىاللهعليهوسلم إلى الإسلام بمكة فأجاب ، واستجار به قومه فأتاه زعيمهم فأسلم ، ثم دعاهم الزعيم فأسلموا ، فبلغ ذلك قريشا فقالوا : غفار الحلفاء! لو كان هذا خيرا ما سبقونا إليه! ـ يعنى كنا نحن نسبقهم ولم يسبقونا ، فنزلت الآية. وقيل : إن زنيرة ، وكانت مولاة لبنى عبد الدار ، وأسلمت ، وكانت أحد سبعة كانوا يعذبون فى الله ، فاشتراهم أبو بكر وأعتقهم. فلمّا أسلمت عميت ، فقال المشركون : أعمتها اللات والعزّى! فردّ الله عليها بصرها ، فقالت قريش : لو كان ما جاء به محمد خيرا ما سبقتنا إليه زنيرة ، فأنزل الله هذه الآية. وقيل :