وقيل : لمّا نزلت : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) (البقرة ٢٥٥) قالوا : يا رسول الله ، هذا الكرسى هكذا ، فكيف العرش؟ فأنزل الله : (وَما قَدَرُوا اللهَ) الآية. وهذا غلط ، لأن سورة الزمر مكية ، والبقرة مدنية ، فلا يمكن أن تتنزل آية البقرة قبل آية الزمر.
* * *
١٠٥٢ ـ فى أسباب نزول آيات سورة غافر
١ ـ فى قوله تعالى : (ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ) (٤) : قيل : نزلت فى الحارث بن قيس السهمى ، وكان كثير السفر بين البلاد ، والجدل فى آيات القرآن ، فسجل الله تعالى عليه كفره.
٢ ـ وفى قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (٥٦) : قيل : الآية مدنية بينما السورة مكية ، ونزلت الآية فى جماعة من اليهود أتوا النبىّ صلىاللهعليهوسلم يجادلان فى الدجّال ، وأنه يأتى فى آخر الزمان ، وهو يهودى منهم ، وعظّموا أمره ، وقالوا يفعل كذا وكذا ، فأنزل الله فيهم الآية ، وأمر نبيه أن يتعوّذ من فتنة الدجال. والصحيح أن الروايات فى الدجّال جميعها من الإسرائيليات. ومما قيل فيه : إنه يهودى واسمه صاف ، ويكنّى أبا يوسف. وقال اليهود : الدجّال يخرج ويردّ الملك إليهم ، وهو آية من آيات الله. والمفسرون الذين لم يروا إنكار الدجّال قالوا إنه كل من يكفر بالنبىّ صلىاللهعليهوسلم.
٣ ـ وفى قوله تعالى : (قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَمَّا جاءَنِي الْبَيِّناتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ) (٦٦) : قيل : نزلت فى الوليد بن المغيرة ، وشيبة بن ربيعة ، قالا : يا محمد ، ارجع عمّا تقول ، وعليك بدين آبائك وأجدادك. فأنزل الله الآية.
٤ ـ وفى قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ) (٦٩) : قيل : نزلت فى المشركين ، وقيل : نزلت فى القدرية. وقال ابن سيرين : إن لم تكن هذه الآية نزلت فى القدرية ، فلا أدرى فيمن نزلت. وقيل فى حديث موضوع عن النبىّ صلىاللهعليهوسلم : «نزلت هذه الآية فى القدرية» ولم يكن القدرية فى عهد النبىّ صلىاللهعليهوسلم!
* * *
١٠٥٣ ـ فى أسباب نزول آيات سورة فصلت
١ ـ فى قوله تعالى : (وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ) (٢٢) : قيل : اختصم ثلاثة نفر ـ قرشيان وثقفى أو العكس ، عند البيت ، فقال أحدهم : أترون الله يسمع ما نقول؟ فقال