زواجهن بعده فى الآية ٥٣ ، يعنى أنه كان لاحقا وليس سابقا ، على عكس الرأى السالف.
٢٤ ـ وفى قوله تعالى : (وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ ...) (٥٢) : قيل : نزلت الآية بسبب أسماء بنت عميس ، فقد أعجب رسول الله صلىاللهعليهوسلم حسنها حين مات عنها زوجها جعفر بن أبى طالب ، فأراد أن يتزوجها ، فنزلت الآية ، والحديث ضعيف ومتهافت.
٢٥ ـ وفى قوله تعالى : (وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ ..) (٥٢) : قيل : كان البدل فى الجاهلية بأن ينزل الرجل عن امرأته لآخر وينزل الآخر عن امرأته له ، فأنزل الله عزوجل الآية. وقيل : إن عيينة بن حصن الفزّارى دخل على النبىّ صلىاللهعليهوسلم بلا استئذان وعنده عائشة ، فعاتبه النبىّ صلىاللهعليهوسلم ، وقال : يا عيينة فأين الاستئذان؟ فسأله عيينة : عمّن تكون التى جواره؟ وهل يقبل أن يبادلها معه بأخرى من أحسن الخلق؟ فقال النبىّ صلىاللهعليهوسلم : «يا عيينة ، إن الله قد حرّم ذلك» والحادثة برمتها مختلفة ، ومن أراجيف المرجفين والمنافقين والرافضة.
٢٦ ـ وفى قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ وَلكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيماً) (٥٣) : قيل : الآية نزلت لتعليم المسلمين آداب الدعوة إلى الطعام والجلوس مع النبىّ صلىاللهعليهوسلم. وسبب نزولها أن الرسول صلىاللهعليهوسلم لما تزوج زينب بنت جحش أولم عليها ، ودعا الناس ، فلما طعموا ولم يبارحوا ، ثقلوا على النبىّ صلىاللهعليهوسلم ، إلى أن انصرفوا أخيرا. فألقى النبىّ صلىاللهعليهوسلم سترا على زوجته ونزلت الآية. وقيل لذلك هذه الآية نزلت فى الثقلاء.
٢٧ ـ وفى قوله تعالى : (فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ...) (٥٣) : قيل : نزلت هذه الآية ـ آية الحجاب ـ لمّا تزوج النبىّ صلىاللهعليهوسلم زينب بنت جحش ، أو لم ودعا الناس ، فلما طعموا ، جلس جماعة يتحدثون فى البيت ، وزوجته تجلس وقد ولّت وجهها إلى الحائط ، فثقلوا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فلما ذهبوا ألقى الستر على باب حجرته ، ونزلت الآية. وقيل : سببها أن عمر قال للنبىّ صلىاللهعليهوسلم : يا رسول الله ، إن نساءك يدخل عليهن البرّ والفاجر ، فلو أمرتهن أن يحتجبن؟ فنزلت الآية. وقيل : إن عمر بن الخطاب أمر نساء النبىّ صلىاللهعليهوسلم بالحجاب ، فقالت زينب بنت جحش : يا ابن الخطاب ، أنك تغار علينا ، والوحى ينزل فى بيوتنا؟! فأنزل الله تعالى : (وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ...) (٥٣)