٤٦ ـ وفى قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) (١٥٩) : قيل : هم أحبار اليهود ورهبان النصارى كتموا بعثة محمد صلىاللهعليهوسلم ، وكتم اليهود أمر الرجم ، وقيل : المراد كل من كتم الحق ، فالآية نزلت فى كل من كتم علما يعلمه.
٤٧ ـ وفى قوله تعالى : (وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ) (١٦٣) : قيل : قال أهل مكة من الكفار للنبىّ صلىاللهعليهوسلم : أنسب لنا ربّك؟ فنزلت : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) (١) (الإخلاص) ، وقال يهود المدينة للمسلمين : انسبوا لنا ربّكم ، فنزلت الآية.
٤٨ ـ وفى قوله تعالى : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (١٦٤) : قيل : لما نزلت (وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ ...) (البقرة) قال بعضهم : كيف يسع الناس إله واحد؟! فنزلت : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ ...) ، وقيل : لما نزلت : (وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) ، قالوا : هل من دليل على ذلك ، فأنزل الله تعالى : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ ..) ، فكأنهم طلبوا آية ، فبيّن لهم دليل التوحيد ، وأن هذا العالم والبناء العجيب لا بدّ له من بان وصانع.
٤٩ ـ وفى قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) (١٦٨) : قيل : نزلت فى ثقيف وخزاعة وبنى مدلج فيما حرّموه على أنفسهم من الأنعام.
٥٠ ـ وفى قوله تعالى : (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ) (١٧٠) : قيل : دعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم اليهود إلى الإسلام ورغّبهم فيه وحذّرهم عذاب الله ونقمته ، فقال رافع بن حريملة ، ومالك بن عوف : بل نتّبع ما وجدنا عليه آباءنا ، فهم كانوا أعلم وخيرا منا ، ونزلت الآية فى ذلك.
٥١ ـ وفى قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ الْكِتابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) (١٧٤) : قيل : نزلت فى رؤساء اليهود وعلمائهم وكانوا يكتمون ما عندهم من الكتاب نظير منافع الدنيا وما كانوا يأخذونه من الرشاد ، والآية تتناول من المسلمين مما يكتم الحق بسبب دنيا يصيبها.
٥٢ ـ وفى قوله تعالى : (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ