قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    موسوعة القرآن العظيم [ ج ١ ]

    موسوعة القرآن العظيم

    موسوعة القرآن العظيم [ ج ١ ]

    المؤلف :دكتور عبد المنعم الحفني

    الموضوع :القرآن وعلومه

    الناشر :مكتبة مدبولي

    الصفحات :1246

    تحمیل

    موسوعة القرآن العظيم [ ج ١ ]

    210/1246
    *

    وأما قوله تعالى (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ) ، ففي رواية ابن أبى حاتم عن علىّ بن الحسين : أن الله تعالى قد أعلم نبيّه أنها ستكون من أزواجه قبل أن يتزوجها! فلما أتاه زيد يشكوها قال له : «أمسك عليك زوجك» ، ـ والرواية كما ترى ، أخفّ الروايات وطأة ، ومن الميثولوجيا الدينية. وعند ابن جرير أن الوطر فى الآية هو الحاجة وقيل هو الزواج ، وقيل هو الجماع ، والمعنى عموما أن زيدا لمّا تزوجها زيد وفشل زواجهما وفارقها ، أمرناك بالزواج منها بعد انقضاء عدّتها.

    وفى رواية أنس غير ذلك ، فقد ذكر أن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم لمّا طلقها زيد ، طلب منه أن يذهب إليها ويذكرها عليه ـ أى على النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقد ولى زيد تزويجها منه! ويذكر أنس شيئا عجيبا ، يقول : إنه لما ذهب إليها كانت تخمّر عجينا ، فلما رآها عظمت فى صدره حتى ما يستطيع أن ينظر إليها! فولّاها ظهره ونكص على عقبيه ، وقال لها : يا زينب أبشرى ، أرسلنى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يذكرك. قالت زينب : ما أنا بصانعة شيئا حتى أؤمر أو أوامر ربّى عزوجل (يعنى تصلى لله تستخيره فى هذا الزواج) ، فقامت إلى مسجدها ، ونزل القرآن. وأطعم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الخبز واللحم احتفالا لأول مرة بزواج له. ولما رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنسا يلازمه كظله ألقى الستر بينهما ، ونزلت آية الحجاب : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ وَلكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيماً) (٥٣) (الأحزاب) ، ووعظ الناس الذين ظلوا فى البيت بعد الوليمة بالآية (لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ) (الأحزاب).

    وفى رواية الزمخشرى قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أبصرها بعد ما أنكحها زيدا ، فوقعت فى نفسه ، فقال : «سبحان الله مقلب القلوب»!! ويبرر الزمخشرى قوله ذلك بأنه كان قبل ذلك يجفو عنها ولا يريدها! ويستطرد الزمخشرى : وسمعت زينب تسبيحته ـ أى قوله سبحان الله ـ فذكرتها لزيد ، ففطن وألقى الله فى نفسه كراهة صحبتها والرغبة عنها لرسول الله! وقال مثل ذلك الثعلبى ، والنسفى ، والجلال المحلى وغيرهم!

    وروى القرطبى عن مقاتل : أن زينب تزوجت من زيد فمكثت عنده حينا ، ثم إنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم أتى زيدا يوما يطلبه ، فأبصر زينب قائمة ، وكانت بيضاء ، جميلة ، جسيمة ، من أتم نساء قريش!! فهويها ، وقال : «سبحان الله مقلب القلوب»! فسمعت زينب التسبيحة ، فذكرتها لزيد ، ففطن