الفراعنة بمعنى الملوك الجبابرة. وقصة امرأة فرعون مثل ضربه الله للمؤمنات من النساء ، كما ضرب المثل للكافرات منهن بامرأة نوح وامرأة لوط (التحريم ١٠). وفى قصة هذه المؤمنة آسية تعزية لنساء النبىّ صلىاللهعليهوسلم اللاتى كن يجدن مشقة فى الحياة فى بيت النبوّة بسبب قلة الزاد والمال ، وترغيبا لهن فى الثبات على الدين ، وتزيينا للطاعة لأمر الله وما قسم لهن. ثم إن فى قصة آسية وأمثالها حثّا للمؤمنين خصوصا والمؤمنات ، على الصبر فى الشدائد ، فلا يكونون أضعف من امرأة فرعون حين صبرت على أذى زوجها أعتى الجبابرة.
* * *
٨٣١. آيات موسى إلى فرعون : تسع
هى تسع آيات : ١ ـ العصا ، كقوله تعالى : (فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ) (١٠٧) (الأعراف) ؛ ٢ ـ واليد ، كقوله : (وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ) (النمل ١٢) ؛ ٣ ـ والطوفان ؛ ٤ ـ والجراد ؛ ٥ ـ والقمل ؛ ٦ ـ والضفادع ؛ ٧ ـ والدم ، كقوله : (فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ وَالْجَرادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفادِعَ وَالدَّمَ آياتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ) (١٣٣) (الأعراف) ؛ ٨ ـ والسنون ـ أى الجدوب ، كقوله : (وَلَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) (١٣٠) (الأعراف) ؛ ٩ ـ وانفلاق البحر ، كقوله : (فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ) (٦٣) (الشعراء) ، فهذه تسع آيات.
* * *
٨٣٢. زينة وأموال الفرعون ودعاء موسى
فى الآية : (قالَ مُوسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوالاً فِي الْحَياةِ الدُّنْيا رَبَّنا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ) (٨٨) (يونس) ، وصف لأحوال الفرعون من ملوك الهكسوس فى الفترة التى حكموا فيها بعضا من أقاليم مصر ، فكان له ولقومه من زخرف الدنيا ، ومتع الحياة ، ومن الأموال ، الكثير ، قيل كان النيل يغل بالخير ، وكانت الأرض تغل بمعادن الذهب والفضة ، وكانت جبال البحر الأحمر تغل بالأحجار الكريمة ، وما كان عطاء الله له ولقومه عن رضا بل ليضلوا ويبطروا ويتكبّروا ، ودعا موسى عليهم بأن يعاقبهم على كفرهم بالطمس على أموالهم ، أى بإهلاكها ، وطمس الشيء : ذهابه عن صورته ، وطمس الأموال أن تضيع فيما لا فائدة منه ولا طائل ؛ والشّدّ على القلوب بتقسيتها والطبع عليها فلا تنشرح للإيمان.
* * *