الله عليه. وروى الحاكم مرفوعا : من تاب إلى الله قبل أن يغرغر قبل الله منه. وروى ابن ماجة عن ابن مسعود بإسناد حسن (١) : التائب من الذنب كمن لا ذنب له : وقوله تعالى : (فَأُولئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ) أي يقبل توبتهم (وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً).
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً) (١٨)
(وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ) عند النزاع (قالَ) عند مشاهدة ما هو فيه (إِنِّي تُبْتُ الْآنَ) فلا ينفعه ذلك ولا يقبل منه (وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ) فلا ينفعهم ندمهم ولا توبتهم لأنهم بمجرد الموت يعاينون العذاب. روى الإمام أحمد (٢) عن أبي ذر أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : إن الله يقبل توبة عبده ويغفر لعبده ما لم يقع الحجاب. قيل : يا رسول الله! وما الحجاب؟ قال : أن تموت النفس وهي مشركة. ولهذا قال تعالى : (أُولئِكَ أَعْتَدْنا) أي أعددنا (لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً).
القول في تأويل قوله تعالى :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ ما آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً) (١٩)
وقوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً) نهي عما كان يفعله أهل الجاهلية بالنساء من الإيذاء والظلم. روى البخاريّ عن ابن عباس رضي الله عنهما (٣) قال : كانوا ، إذا مات الرجل ، كان أولياؤه أحق بامرأته. إن شاء
__________________
(١) أخرجه في : الزهد ، ٣٠ ـ باب ذكر التوبة ، حديث ٤٢٥٠.
(٢) أخرجه في المسند ٥ / ١٧٤.
(٣) أخرجه البخاريّ في : التفسير ، ٤ ـ سورة النساء ، ٦ ـ باب (لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً).