والأموال ، والأرض أرض مصر ، أي : خزائن أرضك. [وقال الربيع بن أنس : أي](١) على خراج مصر ودخله ، (إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) ، أي : حفيظ للخزائن عليم بوجوه مصالحها. وقيل : حفيظ عليم ، أي : كاتب حاسب. وقيل : حفيظ لما استودعتني عليم بما ولّيتني. وقيل : حفيظ للحساب عليم بالألسن أعلم لغة من يأتيني. وقال الكلبي : حفيظ بتقديره في السنين الخصبة (٢) عليم بوقت الجوع حين يقع [في الأرض الجدب](٣) ، فقال له الملك : ومن أحقّ به منك؟!» فولّاه ذلك وقال له : إنّك اليوم لدينا مكين ، ذو مكانة ومنزلة ، أمين على الخزائن.
[١١٨٥] أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أخبرني أبو عبد الله الحسين بن محمد الفنجوي ثنا مخلد بن جعفر الباقرجي ثنا الحسن بن علوية ثنا إسماعيل بن عيسى ثنا إسحاق بن بشر عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «رحم الله أخي يوسف لو لم يقل اجعلني على خزائن الأرض لاستعمله من ساعته ، ولكنّه أخّره لذلك سنة فأقام في بيته سنة مع الملك».
[قال](٤) : وبإسناده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما انصرمت السنة من يوم (٥) سأل الإمارة دعاه الملك فتوّجه وقلّده بسيفه ووضع له سريرا من ذهب مكلّلا (٦) بالدرّ والياقوت ، وضرب عليه حلّة من إستبرق ، وطول السرير ثلاثون ذراعا وعرضه عشرة أذرع ، عليه ثلاثون فراشا وستون مرفقة (٧) ، ثم أمره أن يخرج فخرج متوّجا ولونه كالثلج ووجهه كالقمر ، يرى الناظر وجهه في صفاء لون وجهه فانطلق حتى جلس على السرير ، ودانت له الملوك ودخل الملك بيته وفوّض إليه أمر مصر ، وعزل قطفير عمّا كان عليه وجعل يوسف مكانه. قال ابن إسحاق ، وقال ابن زيد : وكان لملك مصر خزائن كثيرة فسلم سلطانه كله إليه وجعل أمره وقضاءه نافذا ، قالوا : ثم إن قطفير هلك في تلك الليالي فزوّج الملك يوسف (٨) راعيل امرأة قطفير ، فلما دخل عليها قال : أليس هذا خيرا مما كنت تريدين مني؟ فقالت : أيها الصديق لا تلمني فإني كنت امرأة حسناء ناعمة كما ترى في ملك ودنيا ، وكان صاحبي لا يأتي النساء ، وكنت كما جعلك الله في حسنك وجمالك وهيئتك فغلبتني نفسي وقويت عليّ شهوتي ولم أتمالك عقلي في محبتي فيك ، فقرب منها يوسف فوجدها عذراء فأصابها فولدت له ولدين أفرائيم وميشا ابني يوسف (١). واستوثق ليوسف ملك مصر فأقام فيهم العدل وأحبّه الرجال والنساء ، فذلك قوله تعالى :
__________________
[١١٨٥] ـ باطل. إسناد مصنوع ، فيه إسحاق بن بشر متهم متروك ، وجويبر متروك أيضا ، والضحاك لم يلق ابن عباس ، وقد روي بهذا الإسناد تفسيرا عن ابن عباس وعامته لا أصل له.
وقال الحافظ في «تخريج الكشاف» (٢ / ٤٨٢) : أخرجه الثعلبي عن ابن عباس من رواية إسحاق بن بشر عن جويبر عن الضحاك ، وهذا إسناد ساقط اه.
(١) هذا الأثر وما قبله مصدرهما كتب الأقدمين ، لا حجة في شيء من ذلك.
__________________
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) في المطبوع «المجدبة».
(٣) زيادة عن المخطوط.
(٤) زيادة عن المخطوط.
(٥) في المطبوع «اليوم الذي» بدل «يوم» والمراد بقوله : الثعلبي.
(٦) في المطبوع «مكلل».
(٧) في المطبوع «مفرمة». والمرفقة (بالكسر) : المتكأ والمخدة.
(٨) في المطبوع «ليوسف».