محمد بن إسماعيل ثنا علي بن عبد الله ثنا سفيان قال عمرو : سمعت جابر بن عبد الله قال : أتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم عبد الله بن أبيّ بعد ما أدخل حفرته فأمر به فأخرج فوضعه على ركبتيه ونفث من ريقه وألبسه قميصه ، فالله أعلم وكان كسا عبّاسا قميصا. قال سفيان : وقال أبو هريرة : وكان على رسول الله صلىاللهعليهوسلم قميصان ، فقال [له](١) ابن عبد الله : يا رسول الله ألبس أبي قميصك الذي يلي جلدك.
[١١٠٣] وروي عن جابر قال : لما كان يوم بدر أتي بالأسارى وأتي بالعباس ولم يكن عليه ثوب [فنظر النبيّ صلىاللهعليهوسلم له قميصا](٢) فوجدوا قميص عبد الله بن أبيّ يقدر عليه ، فكساه النبيّ صلىاللهعليهوسلم [إياه](٣) ، فلذلك نزع النبيّ صلىاللهعليهوسلم قميصه الذي ألبسه عبد الله ـ وقال ابن عيينة ـ كانت له عند النبيّ صلىاللهعليهوسلم يد فأحبّ أن يكافئه.
[١١٠٤] وروي أن النبيّ صلىاللهعليهوسلم كلّم فيما فعل بعبد الله بن أبيّ ، فقال صلىاللهعليهوسلم : «وما يغني عنه قميصي وصلاتي من الله شيئا ، والله إني كنت أرجو أن يسلم به ألف من قومه».
وروي أنه أسلم ألف من قومه لمّا رأوه يتبرّك بقميص النبيّ صلىاللهعليهوسلم (١).
(وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الدُّنْيا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ (٨٥))
قوله : (وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ) ، ولا تقف عليه ، و [قيل] : لا تتول دفنه ، من قولهم : قام فلان بأمر فلان إذا كفاه أمره. (إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَماتُوا وَهُمْ فاسِقُونَ) ، فما صلّى النبيّ صلىاللهعليهوسلم بعدها على منافق ولا قام على قبره حتى قبض.
قوله تعالى : (وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الدُّنْيا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ (٨٥)).
(وَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللهِ وَجاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقالُوا ذَرْنا نَكُنْ مَعَ الْقاعِدِينَ (٨٦) رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ وَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ (٨٧) لكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولئِكَ لَهُمُ الْخَيْراتُ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٨٨) أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٨٩) وَجاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٩٠))
__________________
وأخرجه أحمد (٣ / ٣٧١) من طريق أبي الزبير عن جابر.
[١١٠٣] ـ صحيح. أخرجه البخاري ٣٠٠٨ والنسائي في «الكبرى» ٢٠٢٩ من حديث جابر.
[١١٠٤] ـ غريب هكذا. وقال الحافظ في «تخريج الكشاف» (٢ / ٢٩٩) : لم أره هكذا وأصله أخرجه الطبري ... اه.
قلت : هو عند الطبري ١٧٠٧٣ عن قتادة في أثناء حديث وفيه : «وقال قتادة ذكر لنا أن نبي الله صلىاللهعليهوسلم كلّم في ذلك فقال : وما يغني عنه قميصي من الله. أو من ربي. وإني لأرجو أن يسلم به ألف من قومه» وهذا مرسل ورواه بصيغة التمريض فهو ضعيف.
(١) قال الحافظ في «تخريج الكشاف» (٢ / ٢٩٩) : لم أره هكذا إلا في مرسل قتادة الذي قبله.
__________________
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) زيادة عن «صحيح البخاري».
(٣) زيادة عن المخطوط.