أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «لا ينظر الله يوم القيامة إلى [من جرّ ثوبه خيلاء]» (١).
(الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً (٣٧))
(الَّذِينَ يَبْخَلُونَ) ، البخل في كلام العرب : منع السائل من فضل ما لديه ، وفي الشرع : منع الواجب ، (وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ) ، قرأ حمزة والكسائي (بِالْبُخْلِ) بفتح الباء والخاء ، وكذلك في سورة الحديد ، وقرأ الآخرون بضم الباء وسكون الخاء ، نزلت في اليهود بخلوا ببيان صفة محمد صلىاللهعليهوسلم وكتموها وقال سعيد بن جبير هذا في كتمان العلم ، وقال ابن عباس رضي الله عنهما وابن زيد : نزلت في كردم بن زيد وحيي بن أخطب ورفاعة بن زيد بن التابوت وأسامة بن حبيب ونافع بن أبي نافع وبحر بن عمرو كانوا يأتون رجالا من الأنصار يخالطونهم فيقولون : لا تنفقوا أموالكم فإنا نخشى عليكم الفقر ولا تدرون ما يكون فأنزل الله تعالى هذه الآية : (وَيَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) ، يعني : المال ، وقيل : يبخلون بالصدقة (وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً).
(وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ رِئاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطانُ لَهُ قَرِيناً فَساءَ قَرِيناً (٣٨) وَما ذا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللهُ وَكانَ اللهُ بِهِمْ عَلِيماً (٣٩) إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً (٤٠))
(وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ رِئاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ) محل (الَّذِينَ) نصب عطفا (٢) على الذين يبخلون (٣) ، وقيل : خفض عطف على قوله : و (أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ) نزلت في اليهود ، وقال السدي : في المنافقين ، وقيل : [في](٤) مشركي مكة المنفقين على عداوة الرسول صلىاللهعليهوسلم. (وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطانُ لَهُ قَرِيناً) ، صاحبا وخليلا (فَساءَ قَرِيناً) ، أي فبئس الشيطان قرينا وهو نصب على التفسير ، وقيل : على القطع بإلغاء الألف واللام كما تقول : نعم رجلا عبد الله ، وكما قال تعالى : (بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً) [الكهف : ٥٠] ، و (ساءَ مَثَلاً) [الأعراف : ١٧٧].
(وَما ذا عَلَيْهِمْ) ، أي : ما الذي عليهم وأيّ شيء عليهم؟ (لَوْ آمَنُوا بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللهُ وَكانَ اللهُ بِهِمْ عَلِيماً).
(إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ) ، [أدخل ابن عباس يده في التراب ثم نفخ فيها ، وقال : كل واحد من هذه الأشياء ذرة ، والمراد أنه لا يظلم لا قليلا ولا كثيرا](٥) ، ونظمه : وما ذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر وأنفقوا فإن الله لا يظلم أي (٦) : لا يبخس ولا ينقص أحدا من ثواب عمله مثقال ذرّة ، والذرة : هي
__________________
(١) في المطبوع تقديم وتأخير في هذه العبارة.
(٢) في المطبوع «عطف».
(٣) في المطبوع «الأول» بدل «يبخلون».
(٤) زيادة عن المخطوط.
(٥) زيد في المخطوط «أي ما الذي عليهم».
(٦) في المخطوط وحده «لمن».