(وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً) ، قال طاوس والكلبي وغيرهما في أمر النساء : لا يصبر عنهن ، وقال ابن كيسان : (وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً) يستميله هواه وشهوته ، وقال الحسن : هو أنه خلق من ماء مهين ، بيانه قوله تعالى : (اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ) [الروم : ٥٤].
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ) يعني (١) بالحرام ، بالربا والقمار والغصب والسرقة والخيانة ونحوها ، وقيل : هو العقود الفاسدة (إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً) ، [قرأ أهل الكوفة](٢)(تِجارَةً) نصب على خبر كان ، أي : إلا أن تكون الأموال تجارة ، وقرأ الآخرون بالرفع ، أي : إلا أن تقع تجارة ، (عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ) ، أي بطيب (٣) نفس كل واحد منكم ، وقيل : هو أن يجيز (٤) كل واحد من المتبايعين صاحبه بعد البيع ، فيلزم وإلا فلهما الخيار ما لم يتفرقا لما :
[٥٧١] أخبرنا أبو الحسن السرخسي أخبرنا زاهر بن أحمد أنا أبو إسحاق الهاشمي أنا أبو مصعب عن مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر :
أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «المتبايعان كلّ واحد منهما بالخيار على صاحبه ، ما لم يتفرقا إلا بيع الخيار».
(وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ) ، قال أبو عبيدة : لا تهلكوها ، كما قال : (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) [البقرة : ١٩٥] ، وقيل : لا تقتلوا أنفسكم بأكل المال بالباطل ، وقيل : أراد به قتل المسلم نفسه.
[٥٧٢] أخبرنا عبد الوهّاب بن محمد الخطيب أنا عبد العزيز بن أحمد الخلال أنا أبو العباس الأصم أنا الربيع
__________________
[٥٧١] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم.
ـ وهو في «شرح السنة» (٢٠٤٠) بهذا الإسناد.
ـ رواه المصنف من طريق مالك وهو في «الموطأ» (٢ / ٦٧١) عن نافع به.
ومن طريق مالك أخرجه البخاري ٢١١١ ومسلم ١٥٣١ وأبو داود ٣٤٥٤ والنسائي ٧ / ٢٤٨ والشافعي ٣ / ٤ وأحمد ١ / ٥٦ وابن حبان ٤٩١٦ والدارقطني ٣ / ٦ والبيهقي ٥ / ٢٦٨.
ـ وورد من وجه آخر بنحوه عن الليث بن سعد ، عن نافع به أخرجه البخاري ٢١١٢ ومسلم ١٥٣١ ح ٤٤ وابن حبان ٤٩١٧ والدارقطني ٣ / ٥ وابن الجارود ٦١٨ والبيهقي ٥ / ٢٦٩.
ـ وأخرجه البخاري ٢١١٣ ومسلم ١٥٣١ والنسائي ٧ / ٢٥٠ ـ ٢٥١ وعبد الرزاق ١٤٢٦٥ وابن أبي شيبة ٧ / ١٢٤ وأحمد ٢ / ٩ وابن حبان ٤٩١٣ وابن الجارود ٦١٧ والبيهقي ٥ / ٢٦٩ من طرق عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر مرفوعا.
[٥٧٢] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم ، ابن عيينة هو سفيان ، أيوب هو ابن أبي تميمة السّختياني ، أبو قلابة هو عبد الله بن زيد الجرمي.
ـ وهو في «شرح السنة» (٢٥١٨) بهذا الإسناد.
ـ رواه المصنف من طريق الشافعي ، وهو في «مسنده» (٢ / ٩٧) عن ابن عيينة بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه البخاري ٦١٠٥ و ٦٦٥٢ ومسلم ١١٠ ح ١٧٧ وعبد الرزاق ١٥٩٧٢ والحميدي ٨٥٠ وأحمد ٤ / ٣٣ والطبراني ١٣٢٤ ـ ١٣٣٠ والبيهقي ٨ / ٢٣ من طرق عن أيوب السختياني به.
ـ وأخرجه البخاري ١٣٦٣ ومسلم ١١٠ والنسائي ٧ / ٥ ـ ٦ وابن ماجه ٢٠٩٨ وأحمد ٤ / ٣٣ و ٣٤ وابن حبان ٤٣٦٦ والطبراني ١٣٣٨ و ١٣٣٩ من طرق عن خالد الحذاء ، عن أبي قلابة به.
ـ وأخرجه البخاري ٦٠٤٧ ومسلم ١١٠ وأبو داود ٣٢٥٧ والترمذي ١٥٤٣ والطيالسي ١١٩٧ وعبد الرزاق ١٥٩٨٤ وأحمد ٤ / ٣٣ وأبو يعلى ١٥٣٥ وابن حبان ٤٣٧٦ وابن الجارود ٩٢٤ والطبراني ١٣٣١ و ١٣٣٢ ـ ١٣٣٥ والبيهقي
__________________
(١) في المخطوط لفظ «يعني» قبل «بالحرام».
(٢) سقط من المخطوط.
(٣) في المطبوع و ـ ط «طيبة».
(٤) في المخطوط وحده «يخبر».