ثم تمجيد لله وتعظيم في لفظ (تَبارَكَ) أي تعاظم الله وتسامى عما يزعمون ويتصورون. وهو (السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما). وهو الذي يعلم وحده علم الساعة وإليه المرجع والمآب.
ويومذاك لا أحد ممن يدعونهم أولادا أو شركاء يملك أن يشفع لأحد منهم ـ كما كانوا يزعمون أنهم يتخذونهم شفعاء عند الله. فإنه لا شفاعة إلا لمن شهد بالحق ، وآمن به. ومن يشهد بالحق لا يشفع في من جحده وعاداه!
* * *
ثم يواجههم بمنطق فطرتهم ، وبما لا يجادلون فيه ولا يشكون ، وهو أن الله خالقهم. فكيف حينئذ يشركون معه أحدا في عبادته ، أو يتوقعون من أحد شفاعة عنده لمن أشرك به :
(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ؟ لَيَقُولُنَّ اللهُ. فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ)؟
وكيف يصرفون عن الحق الذي تشهد به فطرتهم ويحيدون عن مقتضاه المنطقي المحتوم؟
* * *
وفي ختام السورة يعظم من أمر اتجاه الرسول ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لربه ، يشكو إليه كفرهم وعدم إيمانهم. فيبرزه ويقسم به :
(وَقِيلِهِ. يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ) ..
وهو تعبير خاص ذو دلالة وإيحاء بمدى عمق هذا القول ، ومدى الاستماع له ، والعناية به ، والرعاية من الله سبحانه والاحتفال.
ويجيب عليه ـ في رعاية ـ بتوجيه الرسول ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إلى الصفح والإعراض ، وعدم الاحتفال والمبالاة. والشعور بالطمأنينة. ومواجهة الأمر بالسلام في القلب والسماحة والرضاء. وذلك مع التحذير الملفوف للمعرضين المعاندين ، مما ينتظرهم يوم ينكشف المستور :
(فَاصْفَحْ عَنْهُمْ ، وَقُلْ سَلامٌ. فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) ..
* * *