والأرض ومن فيهنّ ، ولك الحمد ، لك ملك السماوات والأرض ومن فيهنّ ، ولك الحمد نور السماوات والأرض ، ولك الحمد ، أنت الحقّ ، ووعدك الصدق ، ولقاؤك حقّ ..» الخ كلامه الشريف(١) وأمثال هذا الحمد وما فيه من تكرار هو كثير في كلامه عليهالسلام.
وهكذا تجد الخلفاء والصحابة يفتتحون كلامهم وخطبهم بالحمد والثناء وربّما تكرّرت كلمات الحمد في الخطبة الواحدة.
قال الجاحظ : «إنّ خطباء السلف الطيّب ، وأهل البيان من التابعين بإحسان ، مازالوا يسمّون الخطبة التي لم يبتديء صاحبها بالتحميد ، ولم يستفتح كلامه بالتمجيد البتراء ويسمّون التي لم توشّح بالقرآن ، وتزيّن بالصلاة على النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) الشوهاء»(٢) «يقول ابن قتيبة : تتبّعت خطب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فوجدت أوائل أكثرها الحمد لله نحمده ونستعينه ، ووجدت كلّ خطبة ، مفتاحها الحمد ، إلا خطبة العيد ، فإنّ مفتاحها التكبير»(٣).
والعجيب من الگيلاني عندما يذكر مثالاً من خطب أمير المؤمنين عليهالسلامثمّ يُشكل على صحّة نسبتها للإمام ، أنّه لم يتحرّ مصادر المثال الذي أورده. ومثاله قول الإمام عليهالسلام «الحمد لله كلّما وقب ليل وغسق ..»(٤) قد روى هذه الخطبة نصر بن مزاحم المنقري في كتاب صفّين(٥) ، والجميع يعلم أنّ نصر بن مزاحم من أقدم مؤرّخي العرب الذين وصلتنا آثارهم.
__________________
(١) صحيح البخاري ٢ / ٤٣.
(٢) البيان والتبيين ٢ / ٥.
(٣) البيان والتبيين ٢ / ٥.
(٤) نهج البلاغة ١ / ٩٧.
(٥) وقعة صفّين لابن مزاحم المنقري : ٧٠.