الوسيلة ، فطوبى لك ولشيعتك من بعدك»(١).
وانظروا يا أُولي العقول إذا كان نبيّنا محمّـد (صلى الله عليه وآله وسلم) أفضل وأشرف من جميع الأنبياء ، وعليّ عليهالسلام كرأسه من بدنه وكعينه من رأسه ، وكلحمه منه ، وكعظمه منه ، ودمه في عروق بدنه ، فكيف لا يكون عليّ أفضل من الأنبياء ، ولا شكّ أنّ هذا لهو الفضل العظيم والرجحان المبين لأمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه وآله أجمعين.
وروى الشيخ الجليل أبو جعفر في «مناقبه» : بإسناده عن رجاله مرفوعاً إلى المفضّل بن عمر ، قال : دخلت على الصادق عليهالسلام ذات يوم فقال لي : «يا مفضّل ، هل تعرف محمّـداً وعليّاً وفاطمة والحسن والحسين كنه معرفتهم؟» ، قلت : يا سيّدي وما كنه معرفتهم؟ قال : «يامفضّل ، من عرفهم كنه معرفتهم كان مؤمناً في السنام الأعلى» قال : قلت : عرّفني ذلك يا سيّدي؟
قال : «يا مفضّل ، اعلم أنّهم علموا ما خلق الله عزّوجلّ وذرأه وبرأه ، وإنّهم كلمة التقوى وخزناء(٢) السماوات والأرضين والجبال والرمال والبحار ، وعرفوا كم في السماء نجم وفلك ، ووزن الجبال ، وكَيل ماء البحار وأنهارها وعيونها ، وما تسقط من ورقة إلاّ علموها (وَلاَ حَبَّة فِي ظُلُمَاتِ الأرْضِ وَلاَ رَطْب وَلاَ يَابِس إِلاَّ فِي كِتَاب مُبِين)(٣) ، وهو علّمهم وقد علموا ذلك» ، قلت : يا سيّدي ، قد علمت وأقررت به وآمنت
__________________
(١) أورده ابن شاذان في مائة منقبة : ١١٢/٥٣ ، وعنه البحراني في غاية المرام ٦ : ٦٧/٨٤.
(٢) في «ط» : وحرز.
(٣) سورة الأنعام ٦ : ٥٩.