الشريفة على المعنى الّذي ذكرنا ، بين أن نقول بان المشتق حقيقة في الأخص ، أو في الأعم ، إذ الحكم المذكور في القضية ليس قابلا لأن يترتب إلا على من انقضى عنه المبدأ ، فاختلاف المبنى في المشتق لا يوجب اختلاف معنى الآية ، فلا يصير احتجاج الإمام عليهالسلام بها دليلا لإحدى الطائفتين ، كما لا يخفى.
بساطة مفهوم المشتق أو تركبه
(تتمة) هل المشتقات موضوعة لمفاهيم بسيطة تنطبق على الذوات ، أو هي موضوعة للمعاني المركبة؟ وعلى الأول هل يكون ذلك المفهوم البسيط الّذي فرضناه معنى للمشتق قابلا للانحلال إلى أجزاء أو لا يكون كذلك؟ قد يقال إنها موضوعة للمعاني البسيطة التي لا يكون لها جزء حتى
______________________________________________________
هذا كلّه على تقدير كون الإمام عليهالسلام في مقام الاستدلال بظاهر الآية ، لكن الناظر في أخبار الباب يجدها بكثرتها صادرة عن النبي والأئمة صلّى الله عليه وعليهم أجمعين ـ في بيان المراد الواقعي لا الاستدلال بظاهرها ، ويكفيك شاهدا قول النبي صلىاللهعليهوآله ناقلا عن إبراهيم عليهالسلام قال : «ومن الظالم من ولدي الّذي لا ينال عهدك؟ قال : من سجد لصنم من دوني لا أجعله إماما أبدا ولا يصلح ان يكون إماما» (١).
والحاصل : ان الجميع ظاهر في كشف المراد الواقعي الّذي لا يفهمه غير من خوطب به ، سواء فهم من الظاهر أم لا ، وعلى ذلك يسقط الاستدلال ويقلّ القيل والقال ، ومع ذلك فعليك بمراجعتها لعلّك تعثر على ما لم أعثر عليه ، أو تفهم منها ما فهموا ـ رضوان الله عليهم ـ.
__________________
(١) عوالي اللئالي ٣ ـ ٨٥