وتحمدونه ، فقبلكم الملائكة المقربون وحملة العرش ومن يطوف حوله ، يسبحون الخالق جلّ وعلا ويحمدونه.
وهي من جانب آخر تحذّر الكفار وتقول لهم : إنّ إيمانكم أو عدمه ليس مهماً.
ومن جانب ثالث ، في الآية إخبار للمؤمنين بأنّكم لستم وحدكم في هذا العالم ـ بالرغم من أنّكم أقلية في محيطكم ـ فأعظم قوّة غيبية في العالم وحملة العرش هم معكم ويساندونكم ويدعون لكم.
في الآية التي تليها استمرار دعاء حملة العرش للمؤمنين. يقول تعالى : (رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِى وَعَدتَّهُمْ).
وأيضاً : (وَمَن صَلَحَ مِنْءَابَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرّيَّاتِهِمْ).
لماذا؟ ل (إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
والوعد الإلهي الذي أشارت إليه الآية فهو نفس الوعد الذي ورد مراراً على لسان الأنبياء لعامة الناس.
أمّا تقسيم المؤمنين إلى مجموعتين ، فهو في الواقع يكشف عن حقيقة أنّ هناك مجموعة تأتي بالدرجة الاولى ، وهي تحاول أن تتبع الأوامر الإلهية بشكل كامل.
أمّا المجموعة الاخرى فهي ليست بدرجة المجموعة الاولى ولا في مقامها ، وإنّما بسبب انتسابها إلى المجموعة الاولى ومحاولتها النسبية في اتباعها سيشملها دعاء الملائكة.
بعد ذلك تذكر الآية الفقرة الرابعة من دعاء الملائكة للمؤمنين : (وَقِهِمُ السَّيَاتِ وَمَن تَقِ السَّيَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ).
ثم ينتهي الدعاء بهذه الجملة ذات المعنى الكبير : (وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
هل هناك فوز أعظم من أن تغفر ذنوب الإنسان ، ويبتعد عنه العذاب لتشمله الرحمة الإلهية ويدخل الجنة الخالدة ، وثم يلتحق به أقرباؤه الذين يودّهم؟
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (١٠) قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (١١) ذلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ) (١٢)